لقاء تشاوري انعقد في عاصمة دولة الإمارات، أبوظبي، جمع قادة الإمارات وعُمان وقطر والبحرين ومصر والأردن لبحث ملفات أبرزها أمن المنطقة.
ومنذ انعقاد هذا اللقاء وصداه يتردد في العالم العربي، لما يمثله من صمام أمان واستثنائية على صُعُد ستغير وجه المنطقة.
في المرحلة الحالية، التي تمر فيها المنطقة العربية والعالم بمنعطفات خطرة، لا سيما الحرب الروسية الأوكرانية، والأوضاع في اليمن، والظروف الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الداخل العربي، وغيرها من الأوضاع الإقليمية الحرجة، يبرز دور الدول المشاركة في لقاء لتنسق المواقف وتعزز العمل العربي المشترك ضد التحديات، التي يصل مدى تأثيرها للدول كافة، حيث إن التغيرات العالمية المتسارعة تفرض استراتيجياتٍ مختلفةً وإعادةَ التخطيط لتجاوز العقبات ووضع حلول استباقية للمشكلات المتوقعة.
ويُحسب لدولة الإمارات دعوتها للقاء التشاوري العربي، كما يُحسب لها أنها لم تتوقف منذ أكثر من عقد عن التزام دورها المحوري في دعم استقرار البُلدان العربية، وتعزيز الأمن العربي، بعد أن كانت أول من استشرف أهمية ذلك في منطقة شهدت تدهورًا خطيرًا منذ ما عُرف بـ"الربيع العربي"، فكانت السدّ المنيع لكل محاولات سقوط المنطقة في براثن الإرهاب والتطرف والانفلات الأمني، وبنت دولة الإمارات على المُمكنات من ترسيخ التعاون العربي وتعميقه بين الدول كافة، بلا انحياز ولا تفريق، لخدمة التنمية والازدهار والاستقرار بالعمل مع الحكومات في كل دولة، وقد استطاعت أن تنطلق بخطى ثابتة لترسيخ مفاهيم حسن الجوار والتعاون والتعايش، معتمدةً على مصداقيتها وقدرتها على التعامل مع الظروف والمتغيرات بواقعية تخدم مصالح شعبها والمنطقة، فكسبت الثقة من القريب والبعيد وصارت نموذجًا للعلاقات الدولية المتوازنة.
لا شك أن الجميع يدرك ما يحيط بنا من أخطار، وأن الرهان كبير على دول الخليج العربي في المضي قدما إلى شاطئ الأمان والازدهار العربي، والحقيقة أن قيادات الدول الحاضرة في أبوظبي اشتركت في حمل هَمٍّ عربيٍ واحدٍ، ولعب أدوار إقليمية محورية، وامتلاك نظرة جادة تدعم التنمية الداخلية وتضطلع بأدوار تُجنِّب المنطقة أي فوضى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة