ماذا تريد تركيا من سوريا؟.. 4 قضايا تحدد مسار التقارب
أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، اليوم السبت، عن أمله في أن يسفر المسار القائم بين تركيا وروسيا وسوريا عن نتائج طيبة.
وحدد قالن أربع قضايا رئيسية تتحدث فيها أنقرة مع دمشق تحدد مدى نجاح مسار التقارب بين البلدين، وهي مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، وعودة اللاجئين، والمسار السياسي في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية عن قالن قوله، خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في إحدى الفعاليات في جامعة صباح الدين زعيم، في مدينة إسطنبول، قوله إن الأجندة الرئيسية لبلاده فيما يتعلق بمسار المحادثات مع دمشق هي ضمان أمن الحدود واتخاذ خطوات ملموسة ضد تنظيم بي كي كي (حزب العمال الكردستاني)، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم مع تقديم الضمانات اللازمة لهم، واستمرار أعمال اللجنة الدستورية في إطار مسار أستانة".
وحول لقاء موسكو الذي جمع أواخر الشهر الماضي وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيريه الروسي سيرغي شويغو والسوري علي محمود عباس وقادة استخبارات الدول الثلاثة، أوضح المتحدث التركي أن هذا اللقاء هو الاتصال الأول الذي تقيمه تركيا مع النظام السوري بعد 11 عاما.
"جو إيجابي"
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن الاجتماع جرى في جو "إيجابي"، لكن استدرك بالقول إن الخطوات الملموسة التي سيتم الإقدام عليها هي التي ستحدد سير هذا المسار بعد الآن.
وأضاف قالن "كانت هناك رسائل ومؤشرات إيجابية في الاجتماع، ويتعين تحويل ذلك إلى قرارات والتزامات"، مشيرا إلى أنه سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية لكن لم يتحدد موعده بعد.
وقال إن "الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية، وتركيا مدت يدها وتأمل ألا تبقى يدها معلقة في الهواء".
في المقابل، قالت وسائل إعلام سورية مؤخرا إن تركيا وافقت عقب الاجتماع الثلاثي على سحب قواتها من سوريا.
ونقلت وسائل الإعلام السورية عن مصادر قولها إن تركيا وافقت على سحب قواتها من الأراضي التي احتلتها في شمال سوريا، مؤكدة أن روسيا وتركيا وسوريا ناقشت أيضاً تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو في 5 مارس/آذار عام 2020 بشأن فتح الطريق السريع حلب-اللاذقية الدولي.\
وأضافت المصادر أن الاجتماع تمخض كذلك عن اتفاق بين الأطراف الثلاثة التركي والروسي والسوري على أن حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا يشكل أكبر خطر على سوريا وتركيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد كشف غداة اجتماع موسكو عن استعداد بلاده لتسليم المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا للنظام السوري حال تحقق الاستقرار السياسي.
وقال جاويش أوغلو إن تركيا "تؤكد مراراً عزمَها نقل السيطرة في مناطق وجودها حالياً، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد، وهناك إمكانية للعمل المشترك مستقبلاً، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب". وأكد أن بلاده تحترم وحدة سوريا وسيادتها.
كان الجانب الروسي قد اقترح خلال اجتماع تشاوري في إسطنبول في ديسمبر/كانون الأول، صيغة تقوم على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية بأسلحتها من منبج وعين العرب (كوباني) شمال سوريا، وأن تحل القوات السورية محلها مع الإبقاء على قوات أمن ودمجها في أجهزة أمن النظام، لتحقيق رغبة تركيا في إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
ومهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاجتماع موسكو بالقول إنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع بين قادة تركيا وروسيا وسوريا، يسبقه اجتماع لرؤساء أجهزة المخابرات ووزراء الدفاع والخارجية.
وقال جاويش أوغلو إن الخطوة المقبلة بعد اجتماع وزراء الدفاع ستكون عقد اجتماع لوزراء الخارجية، وأنه سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث الأمر.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز