باحثون يكتشفون تقنيات الطهي الخاصة بالسكان الأوائل في بورتوريكو
فريق البحث يستخدم تقنيات تحليل كيميائي جديدة لتحديد درجات حرارة الطهي الدقيقة التي تم طهي المحار فيها قبل نحو 2500 سنة
اكتشف باحثون تقنيات الطهي الخاصة بالسكان الأوائل لبورتوريكو، من خلال تحليل بقايا المحار المتحجرة في أحد المواقع الأثرية.
واستخدم الفريق البحثي برئاسة فيليب ستوديجيل، الباحث بجامعة كارديف البريطانية، تقنيات تحليل كيميائي جديدة، لتحديد درجات حرارة الطهي الدقيقة التي تم طهي المحار فيها قبل نحو 2500 سنة.
ووفقًا للتحليل الجديد الذي أجراه العلماء، يعتقد الباحثون أن البورتوريكيين الأوائل كانوا يفضلون الشواء بدلاً من غليان طعامهم كحساء، وتم نشر الدراسة، الخميس، في مجلة Science Advances.
وفي حين تلقي هذه الدراسة الضوء على الممارسات الثقافية للمجتمعات الأولى في جزيرة بورتوريكو، فإنها توفر أيضاً دليلاً على أن تكنولوجيا الفخار الخزفي لم تكن واسعة الانتشار خلال هذه الفترة من التاريخ، ومن المحتمل أن تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن معها طهي المحار عن طريق الماء المغلي.
ووفقاً لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كارديف عن هذه الدراسة، الخميس، قام الفريق البحثي بتحليل أكثر من 20 كيلوجراما من المحار المتحجر، الذي يعود إلى نحو 700 عام قبل الميلاد، والتي تم جمعها من موقع أثري في كابو روجو ببورتوريكو، وتم تنظيفها وتحويلها إلى مسحوق، ثم تم تحليلها بعد ذلك لتحديد المعادن الموجودة بها، وكذلك الروابط الكيميائية في العينة.
وعند تسخين بعض المعادن؛ يمكن للروابط بين الذرات الموجودة في المعدن إعادة ترتيب نفسها، التي يمكن قياسها في المختبر، وتتناسب كمية إعادة الترتيب مع درجة حرارة المعدن.
وغالبا ما تستخدم هذه التقنية المعروفة باسم "كيمياء النظائر المشعة"، لتحديد درجة حرارة الكائن الحي الذي تشكلت فيه، ولكن في هذه الحالة تم استخدامها لإعادة بناء درجة الحرارة التي تم فيها طهي المحار.
وتمت مقارنة وفرة الروابط في الحفريات المسحوقة بتلك الموجودة في المحار المطبوخ في درجات حرارة معروفة، وكذلك المحار الحديث غير المطبوخ الذي تم جمعه من شاطئ قريب.
وأظهرت النتائج أن غالبية المحار تم تسخينه إلى درجات حرارة أعلى من 100 درجة مئوية، وهي نقطة غليان الماء، ولكن لا تزيد على 200 درجة مئوية.
كما كشفت النتائج وجود تباين بين درجة حرارة الطهي لمختلف أنواع المحار، التي يعتقد الباحثون أنها يمكن أن ترتبط بتقنية شواء يتم فيها تسخين المحار من الأسفل، ما يعني أن تلك الموجودة في القاع تم تسخينها أكثر من تلك الموجودة في الأعلى.