يعد التوافق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والصين نتيجة مهمة قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).
إن مضاعفة قدرة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وخفض انبعاثات قطاع الطاقة بحلول عام 2030، إلى جانب الالتزامات بالحد بشكل عاجل من انبعاثات غاز الميثان، ومعالجة جميع الغازات الدفيئة من خلال المساهمات المحددة وطنيا على مستوى الاقتصاد، مع توقع بلوغ الذروة في هذا العقد الحرج، سيكون لها تأثير مفيد للأجيال القادمة.
إن العالم يحتاج إلى أخبار طيبة، ولا تزال التوقعات عالية؛ فأنظار العالم بلا شك، تتجه يوم الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، صوب مدينة إكسبو دبي، حيث تستضيف مؤتمر الأطراف COP28.
وعن المؤتمر، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أنه يحرص على الاستفادة من فرص النمو الاقتصادي التي يتيحها العمل المناخي، وتهدف إلى تحقيق نتائج طموحة ومتوازنة عبر موضوعات التخفيف والتكيف، ووسائل التنفيذ من خلال تقديم استجابة شاملة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
إن الصين تدعم دولة الإمارات بشكل كامل في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2028 في دبي، وهي على استعداد للحفاظ على تعاون وثيق مع دولة الإمارات لضمان تحقيق نتائج إيجابية للمؤتمر، وتعزيز بناء نظام حوكمة عالمي نزيه وعقلاني للمناخ من أجل تحقيق نتائج مربحة للجميع، وحماية حقوق التنمية المشروعة للبلدان النامية. وتطمح في أن ترسل هذه الدورة إشارات إيجابية بضرورة أن ينصب التركيز على الإجراءات والتعاون المعزز.
وحققت الصين تقدما إيجابيا في معالجة تغير المناخ، وسط جهود متواصلة لتعزيز استجابتها لهذا الشأن. وفي عام 2022، انخفضت كثافة انبعاثات الكربون في الصين بأكثر من 51% مقارنة بمستواها المسجل عام 2005، كما وصلت حصة الطاقة غير الأحفورية في إجمالي استهلاك الطاقة في الصين إلى 17.5%، وفقا لتقرير أصدرته الوزارة لعام 2023 بشأن سياسات الصين وإجراءاتها لمعالجة تغير المناخ.
وقد أولت الصين أهمية متساوية للتكيف والتخفيف في معالجة تغير المناخ، ووضعت خططا وترتيبات شاملة للتكيف مع تغير المناخ حتى عام 2035. وعلى الصعيد العالمي، انخرطت البلاد بعمق في التعاون بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ، وقدمت دعما ومساعدة في حدود قدراتها إلى دول نامية أخرى. وحتى سبتمبر/أيلول 2023، وقّعت الصين 48 مذكرة تفاهم مع العشرات من الدول النامية بشأن تغير المناخ، وساعدت في تدريب أكثر من 2300 مسؤول وفني لأكثر من 120 دولة نامية.
وشرحت الصين الموقف الأساسي والمقترح الصادر عن المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (COP28) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المقرر عقده في دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
إن خطط خفض الانبعاثات والحد من الوقود الأحفوري تنطوي على حقوق تنموية للدول، وخاصة الدول النامية. ولذلك، فإن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) يجذب اهتمامًا خاصًا، وأصبح أهم مؤتمر للمناخ منذ عام 2015.
أخيراً أقول: إن التحديات التي أتى بها تغير المناخ على البشرية واقعية وخطيرة وطويلة الأمد، غير أنني على يقين بأنه طالما نوحد جهودنا بروح التساند والتآزر، سننجح في مواجهة هذه التحديات ونترك للأجيال القادمة عالما نظيفا وجميلا بكل التأكيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة