حقق مؤتمر COP28 إنجازات نوعية متفردة، وغير مسبوقة، ونجاحات استثنائية ستبقى علامة فارقة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، وجهود الحد من تغير المناخ.
فللمرة الأولى، يتم التوصل إلى توافق بين الدول المشاركة على الحاجة إلى الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيسي لتغير المناخ، كما تم الاتفاق على تمويل صندوق بقيمة 100 مليار دولار أمريكي سنوياً لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ، وتعد هذه النتائج بمثابة دافع للدول المشاركة لبذل المزيد من الجهود في المستقبل، بهدف تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.
لقد استغرق العالم 28 عاماً قبل الاتفاق على فصل الاقتصاد العالمي عن المصدر الرئيسي للتغير المناخي وهو حرق الوقود، وهو ما نجحت في تحقيقه قمة COP28 بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اتفق مسؤولو العالم، بقيادة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيس قمة COP28، على التوجه بعيداً عن الوقود الأحفوري في نهاية العام الأكثر سخونة، ولم تعرقل الجغرافيا السياسية الأمر، خصوصاً في ظل الانقسامات الكبرى بسبب حربي أوكرانيا وغزة، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، حيث أوضح آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق أن ما حدث في دبي هو نقطة تحول تشير إلى بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري.
وقد حققت قمة COP28 عددا من الانتصارات والنجاحات في وقت مبكر من انعقادها، أبرزها الاتفاق على صندوق الخسائر والأضرار.
النجاح الأهم الذي حققته قمة COP28 هو الاتفاق التاريخي المهم للغاية الذي يرسم الطريق إلى نهاية عصر الوقود الأحفوري، حيث فشلت كل المحاولات السابقة للاتفاق على هذه الخطوة، وكانت آخر المحاولات في قمتي غلاسكو وشرم الشيخ، وهو اتفاق يرسل برسالة واضحة إلى النظام المالي ورواد الصناعة والمستثمرين وجميع المؤسسات العامة والخاصة حول الكيفية التي ينبغي لهم بها توجيه قراراتهم المتعلقة بسياسات الطاقة من الآن فصاعداً.
والنتيجة النهائية للقمة كانت أفضل من التوقعات وتضمنت أيضاً مقترحات الحلول التكنولوجية مثل الدفاع عن تقنيات احتجاز الكربون.
ويعد اتفاق دبي إنجازاً كبيراً لأنه تمت الموافقة على صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ ومساعدتها على تخفيف أضراره.
واختتمت قمة COP28 باتفاق تاريخي هو الأول من نوعه لمنع وقوع كارثة بسبب التغير المناخي، بعد عقود من المفاوضات المضنية في مؤتمرات الأطراف، وتعهد أكثر من 100 دولة بزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بحلول 2030، وهي خطوة مهمة للغاية لأنها تعكس توحد العالم في الابتعاد عن الوقود الأحفوري وحشد الحوافز وتعبئة الموارد اللازمة لذلك.
ويمكن القول إن مؤتمر COP28 جاء نقطة تحول حاسمة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، ومثّل فرصة حقيقية لتحقيق تقدم مستدام في مكافحة تغير المناخ، وركيزة رئيسية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس لحصر ارتفاع درجة الحرارة في حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، كما أظهر الالتزام القوي من قِبل دولة الإمارات بالحفاظ على البيئة والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي، وعزز مكانتها كشريك رئيسي في مجال الاستدامة البيئية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة