COP28 يعكس تغييرا كبيرا في آليات القوى في الشرق الأوسط (تحليل)
قال تحليل نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست" إن مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للتغير المناخي (COP28)
المرتقب عقده في دولة الإمارات يعكس تغييرا كبيرا في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب يوسي مان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط بجامعة ريتشمان في هرتزليا، إنه وسط زخم استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، خلفا للمضيف السابق، مصر، يغيب منظور هام يتعلق بالشرق الأوسط.
فعلى الرغم من أن قرار نقل مسؤوليات استضافة مؤتمر الأطراف من مصر إلى الإمارات العربية المتحدة قد اتخذته مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، إلا أنه يعكس التحول في آليات القوى داخل الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين.
أخطر تهديد يواجه العالم
وأمام تغير المناخ، الذي قد يكون أخطر تهديد يواجه العالم اليوم، تبدو دولة الإمارات حريصة على ألا يكون المؤتمر مجرد مناقشات نظرية.
وخلافا للاعتقاد الشائع، فإن الشرق الأوسط يواجه بالفعل تأثيرا مباشرا نتيجة لتغير المناخ أكثر من الغرب. والدليل على ذلك يتضح في معدلات التصحر، وندرة الغذاء، والهجرة، وارتفاع منسوب سطح البحر، والفرق الصارخ في متوسط العمر المتوقع بين الشرق الأوسط (71) والغرب (78.9).
ودولة الإمارات، التي تقدم نفسها كنموذج رائد إقليمياً وعالمياً، لديها اهتمام كبير في ضمان نجاح المؤتمر المقبل.
وخلال السنوات الأخيرة، أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بتبني وتنفيذ أعلى المعايير الدولية. واحتلت الامارات المركز الأول عالمياً على مؤشر أفضل الدول مرونة في التعامل مع جائحة «كوفيد 19»، وذلك فيما يتعلق بالاستجابات الحكومية للوباء، عام 2022.
وعلى الصعيد الاقتصادي، عملت أبوظبي على تنظيم حكومتها بشكل فعال وتحفيز نمو الوظائف في القطاع الخاص، وهو جهد أدى لزيادة الإماراتيين العاملين في القطاع الخاص إلى ثلاثة أضعاف تقريبًا في عام 2023. وفي عام 2022، أقرت عطلتها لنهاية الأسبوع من السبت إلى الأحد لمواءمة اقتصادها مع اقتصاد السوق العالمية.
النهج العلمي للإمارات
والنهج العملي الذي تتبعه دولة الإمارات يؤتي ثماره. فعلى الصعيد المحلى، وكجزء من جهودها لضمان قدرتها التنافسية والتنمية المستقبلية، خضعت لإصلاحات كبيرة في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك تقديم التجنس للعمال الأجانب وإدخال الزواج المدني لغير المسلمين. وعلى المستوى الإقليمي، فقد استثمرت على نطاق واسع في أفريقيا، ودعمت مصر اقتصاديًا، وكانت نشطة في جهود البحث والإنقاذ في أعقاب الزلزال الأخير في سوريا وتركيا.
وتعكس هذه التغييرات الاستراتيجية التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتقدم، وهي رؤية ورثتها عن مؤسسيها.
واعتبر الكاتب أن المنافسة العالمية على المواهب والاقتصاد المبتكر تعني أن دولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن تتكيف بسرعة، وبالتالي فإن مؤتمر كوب 28 القادم في دبي يمثل فرصة مفيدة. فهو تعبير عن سعي الدولة للتكيف مع المتغيرات العالمية والتحول إلى نموذج للاقتصاد العربي المزدهر الذي يلبي أعلى المعايير الدولية.
وعلى الرغم من دورها في سوق الطاقة التقليدية، ترغب الإمارات في قيادة أجندة المناخ العالمية بما في ذلك خفض الانبعاثات.
خطة عمل
وينعكس ذلك في خطة العمل التي قدمتها الدولة في بروكسل في يوليو/تموز 2023، وكذلك في سياساتها المحلية بما في ذلك، على سبيل المثال، جهود صناعة البناء والتشييد - خاصة في دبي - في السنوات الأخيرة لزيادة الاستثمار في تقنيات البناء الذكية والتي تركز على تقليل استهلاك الطاقة.
وأكد الكاتب على أنه لكي تنجح خطة العمل العالمية بشأن تغير المناخ، فإن التعاون الفعال مع القادة الإقليميين اليوم وغداً أمر بالغ الأهمية.
وشدد الكاتب على أن تعيين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر -الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة مصدر، وهي شركة الطاقة المتجددة في الإمارات- رئيسا لـCOP28 يجسد نهج الإمارات حول تنويع اقتصادها بشكل فعال.
ويقوم كبار المسؤولين التنفيذيين الإماراتيين بقيادة المنطقة نحو مستقبل مستدام، وتعني معرفتهم الوثيقة بحقائق البلاد والمنطقة، أن لديهم فرصة أفضل للتأثير وإحداث تغيير حقيقي.
ويقدم مؤتمر COP28 المقبل في الإمارات فرصة مهمة لتشكيل تصورات وسياسات الشرق الأوسط تجاه تغير المناخ، وهي ظاهرة تؤثر بالفعل بشدة على الحياة في المنطقة.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز