في أغلى أيام الوطن في دولة الإمارات، واحتفالها بعيد الاتحاد الثاني والخمسين، يُعقد مؤتمر الأطراف COP28، والذي يعد حدثا عالميا مهما للغاية، يشارك فيه ضيوف من 198 دولة، وبحضور أكثر من 180 من رؤساء الدول والحكومات من حول العالم.
لقد أدت الكوارث المناخية المتكررة في السنوات الأخيرة إلى تعزيز الإجماع العالمي بشأن العمل المناخي. وفيما يتعلق بإجراءات خفض الانبعاثات، فقد عزز اتفاق باريس بشكل كبير التحول العالمي المنخفض الكربون. وقد تعهدت جميع الأطراف بالسيطرة على ارتفاع درجات الحرارة العالمية ضمن النطاق المستهدف للاتفاقية، لكن الفجوة الحقيقية تكمن في تنفيذ الالتزامات.
يجب أن يواجه التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس الفجوات الهائلة في الطموح والتنفيذ قبل عام 2020، وأن يقوم بتقييم موضوعي للتقدم المحرز في التنفيذ في مختلف المجالات، ويقدم إجابات مسؤولة للمستقبل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد على الأهمية الحاسمة للقرارات المتوقعة من قبل المندوبين في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بشأن ما يسمى بـ«التقييم العالمي»، والذي ينبغي أن يمهد الطريق لزيادة طموح العمل المناخي العالمي في عام 2025 وما بعده. ويعد التقييم آلية حاسمة تم إنشاؤها بموجب اتفاق باريس التاريخي في عام 2015، بهدف قياس التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف الاتفاق وتشجيع البلدان على تكثيف خطط عملها المناخية.
ولا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لتحسين حوكمة المناخ على الصعيد العالمي. ودعت الصين مجموعة الـ77 إلى مواصلة التحدث بصوت واحد والتمسك بالمصالح المشتركة، كما حثت الأطراف المعنية على الحماية المشتركة للتعددية والتمسك بقوة بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وما تم الاتفاق عليه في اتفاقية باريس.
في السنوات الأخيرة، عززت الصين أهداف ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، على نحو نشط وحكيم، فضلا عن أنه بينما تفي بكين بالتزاماتها الدولية، بذلت جهودا لمساعدة الدول النامية الأخرى في التعامل مع تغير المناخ، ودعت الأطراف المعنية إلى تعزيز التنمية المستدامة بشكل مشترك، وتعزيز تضافر استراتيجيات تنمية التحول الأخضر، وتعزيز المساعدة المتبادلة، واستكشاف طريق جديد للتنسيق بين التنمية والحماية.
باعتبارها مدافعا قويا وممارسا للاتفاقية واتفاق باريس، تولي الصين أهمية كبيرة للحفاظ على سلامة الأنظمة القانونية ذات الصلة. ونحن نتطلع إلى إجراء جرد عالمي يركز على التنفيذ، والاستجابة الكاملة، وتلبية احتياجات البلدان النامية. وتهتم الصين، وتعزز بشكل عملي التحول العادل والأخضر، وتتحد وتتعاون للاستجابة لتغير المناخ.
إن الصين مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الدول النامية الأخرى لبناء مستقبل أخضر ومنخفض الكربون، فخلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، عقدت أكثر من 100 حدث جانبي ركز على سياساتها وإجراءاتها بشأن تغير المناخ، والتعاون الدولي في مجال تغير المناخ، والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة