كوباكابانا.. رمز البرازيل تتحول إلى موطن للمشردين
15 ألف مشرد يحتلون شوارع مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية منذ قامت الحكومة بتغيير بعض أجزائها استعدادا لأوليمبياد صيف 2016.. ماذا حدث؟
خلال استعدادات الحكومة البرازيلية لأوليمبياد صيف 2016، قامت بتغيير أجزاء من مدينة ريو دي جانيرو، ما أدى إلى تضخم عدد المشردين في وقت كانت تعاني فيه البلاد من ركود هو الأسوأ في تاريخها تقريبا.
وفقا للإحصاءات الرسمية، وصل عدد المشردين إلى 15 ألف شخص في منطقة كوباكابانا الشاطئية والتجارية الشهيرة بريو دي جانيرو في الفترة ما بين 2013 و2016. لكن حقوقيون أفادوا بإن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير. ويعتقد المسؤولون في المدينة أن 45% من المشردين في ريو دي جانيرو قادمون من مناطق أخرى.
وأدى ارتفاع عدد المشردين في كوباكابانا إلى تسليط الضوء أكثر على الفجوة بين الأغنياء والفقراء ما أثار غضبا عارما وصراعات متكررة بين سكان الشارع وأثرياء المنطقة، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي سبتمبر، طالبت مجموعات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من سكان كوباكابانا التوقف عن مساعدة المشردين والمتسولين بحجة أن هذه المعونات تدفعهم أكثر للبقاء.
وحتى الآن لا تزال مشكلة الوضع في مدينة كوباكابانا حديث شبكات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد للمشردين ومعارض لهم.
يقول أحد المستخدمين "إنهم بشر مثلك ومثلي، يحتاجون إلى مساعدة لا إلى معاملتهم كالحيوانات". فيما عارضه آخر قائلا: "نحن سجناء في منازلنا، ومحرومون من حق الخروج بأمان". وكتب آخر: "هذه بداية تحول شاطئ كوباكابانا إلى حي عشوائي للفقراء".
أما أصحاب المحلات التجارية في المنطقة فهم أكثر من يشكون من المشردين؛ المدمن بعضهم على المخدرات. ويقول جوزيكلر برونيتو، صاحب مطعم برجر في المنطقة: "أصبحت كوباكابانا مروعة هذه الأيام. الزبائن تخشى الجلوس لتناول الطعام على الموائد التي وضعتها على الرصيف".
بالرغم من بداية تحقيق نمو في الاقتصاد البرازيلي، إلا أن كثيراً من الأشخاص ما زالوا يصارعون من أجل التعافي من الركود الذي سببه ارتفاع أسعار البضائع وفاقمته فضحية فساد واسعة طالت مستويات رفيعة من الحكومة البرازيلية، مخلفا ملايين من العاطلين عن العمل.
ويعيش المشردون أجواء من الرعب في الشوارع مع تزايد عدوانية وكراهية سكان المدينة لهم، لاسيما بعد إطلاق النار على سيدة مشردة تدعى فرناندا رودريجز دوس سانتوس، وهي نائمة في أحد شوارع كوباكابانا. وألقت الشرطة القبض على اثنين مشتبه بهما، أحدهما طالب طب والآخر ملاكم محترف.
وبدأ سكان المباني المجاورة في تبني خطوات لطرد المشردين والمتسولين من مناطقهم، أبرزها أنظمة الري التي ترش المياه بصفة دورية في المناطق المحيطة والتي ينام فيها كثير من المشردين.
وفي فيديو نشر عبر فيسبوك، قال رئيس جمعية حي كوباكابانا، هوراسيو مالهايس: "إذا لم تحل حكومة المدينة هذه المشكلة، سيجد المواطنون طريقة لحلها بأنفسهم".
من جانبه قال بيدرو فرنانديز، مسؤول الرعاية الاجتماعية في ريو دي جانيرو، إنه تقلد المنصب في وقت أزمة ومشكلات أخلاقية خطيرة. مضيفا: "اعتقد الناس أن ريو دي جانيرو ستصبح برشلونة القرن الحادي والعشرين؛ المدينة الأسبانية التي استضافت أوليمبياد صيف 1992".
وتابع: "بدلا من تحقيق ازدهار اقتصادي، زادت الصعوبات الاقتصادية وعدد الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع". وقال إنهم يحاولون الآن استعادة ثقة المشردين، وقام بإعادة فتح خمسة مآوٍ، ومراكز إعادة تأهيل وافتتاح ثلاثة مراكز جديدة تشبه الفنادق.
كما بدأت المدينة في تطبيق نظام جديد تقدم من خلاله تذاكر حافلات مجانية للمشردين الراغبين في العودة إلى مناطقهم الأصلية خارج ريو دي جانيرو.