كان علينا جميعاً أن نكون جاهزين لمختلف الظروف والأزمات التي قد تحدث في أي وقت
على الرغم من التداعيات السلبية للوباء المتفشي عالمياً (فيروس كورونا – كوفيد 19) وتأثيره الكبير على مختلف المستويات، فإنه في مثل هذه الأوقات الصعبة، يظهر المعدن الحقيقي للقادة على جميع المستويات: الدولية والمؤسسية والأسرية، ويتجلى ذلك في ردة الفعل تجاه الأزمة، والموقف الإيجابي منها، وتكشف مدى الجاهزية، والقدرة على استمرار الأعمال، الناتج عن التخطيط والاستثمار السليم في لحظات الرخاء، والأخذ بعين الاعتبار ببند إدارة المخاطر والأزمات الذي تم تفعيله في هذه الأيام.
الابتعاد عن الشائعات، وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية، لما في ذلك من خطر وتأثير على اقتصاد الدولة، وعلى ميزانيتك الشخصية، ولنا فيما يحدث في دول العالم (من هلع وشراء مبالغ فيه) عبرة، وقد طمأننا بوخالد -حفظه الله- في كلمته قبل بضعة أيام، إذ أكد أن الغذاء والدواء خط أحمر، فلا داعي للقلق.
برز بشكل واضح من أحسن استغلال السنوات أو الأشهر الماضية في التخطيط وضحى بالاستغناء عن بعض المتع والشهوات في سبيل بناء مستقبل مالي واعد، فتراه يتخطى هذه الأزمة بأقل تكلفة ممكنة، إن لم تكن معدومة، وهنا تظهر واحدة من أبرز فوائد التخطيط التي لطالما نذكرها، وهي تجنب المخاطر أو التقليل من حدة المفاجآت.
كان علينا جميعاً أن نكون جاهزين لمختلف الظروف والأزمات التي قد تحدث في أي وقت، بمعنى آخر أن نكون قد خططنا ووضعنا في الحسبان خططا بديلة، وألممنا بالمخاطر التي قد تحدث في المستقبل، ولكن هل ذلك يعني فوات القطار؟ بالطبع لا، لكن قد لا تكون النتائج كمن بدأ في الماضي وهو يحصد ثمار تخطيطه اليوم، ولكن بكل تأكيد سنجني نحن أيضاً بعض الثمار الرائعة.. يحضرني مثل لا أعلم أصله، ولكن معناه حسن "أفضل وقت لزرع شجرة كان قبل 20 عامًا، وثاني أفضل وقت لزرعها هو الآن".
إذا لنبدأ من الآن، ولنركز على ما يلي للسيطرة على مواردنا المالية:
1. عليك باستغلال أوقات التباعد الاجتماعي والتزام البيت في مراجعة وضعك المالي وغيرهما من الأمور، ومعرفة مكامن القصور، ووضع خطة عاجلة لمعالجة الوضع الراهن، ثم التركيز على تطوير خطة مستدامة تدير بها ميزانيتك الشخصية/ الأسرية، تتضمن عدة أهداف ادخارية، منها ما يخص الطوارئ.
2. تجنب اقتناء الكماليات من سلع وخدمات، فلا نعلم كم تطول الأزمة، وكم يبلغ حجم تأثيرها علينا، ثقتنا في قيادتنا كبيرة، ولكن دعونا لا نضيف ثقلاً على أثقالهم، جزاهم الله عنا كل خير.. حري بنا أن نركز على الأولويات، ونقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية التي بدونها تتأثر حياتنا بشكل خطير، وكشفت لنا هذه الأزمة وجود الكثير من البدائل في شتى المجالات، فكثير من الأمور تتم اليوم "عن بعد".
3. الابتعاد عن الشائعات، وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية، لما في ذلك خطر وتأثير على اقتصاد الدولة، وعلى ميزانيتك الشخصية، ولنا فيما يحدث في دول العالم (من هلع وشراء مبالغ فيه) عبرة، وقد طمأننا بوخالد -حفظه الله- في كلمته قبل بضعة أيام، إذ أكد أن الغذاء والدواء خط أحمر، فلا داعي للقلق.
4. التبليغ عن كل من يستغل هذه الأزمة، برفع أسعار السلع والخدمات، وينتفع على حساب الناس، بالتسهيلات المقدمة له، وفترات السماح الممنوحة له، فقنوات حماية المستهلك مفتوحة، ومراكز الاتصال الحكومي تستقبل مكالماتكم على مدار الساعة.
لكل أزمة جوانب إيجابية علينا استغلالها، ولعلي أختم بحديث سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله، حين قال: "لازم تكون عندنا النظرة الإيجابية في كل التحديات، لازم نكون أقوى، لازم نكون أصح، لازم نكون متطورين أكثر، أنا يهمني أني أشوف الإنسان يقاتل علشان يحل مشكلته"، كفانا الله وإياكم وجميع العالمين شر البلاء والوباء، إنه سميع الدعاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة