في منطقتنا الخليجية كانت التجارب السعودية والإماراتية من أفضل التجارب الدولية في مواجهة هذا الوباء، سياسيا أو اقتصاديا أو صحيا.
قد تبدو المؤشرات الدولية حول مواجهة كورونا مبشرة بالكثير من المنعطفات الإيجابية، كما يبدو أن العالم الطبي ومراكز الأبحاث في سباق محموم من أجل الوصول إلى علاج فعال ولقاح مؤكد لهذا الوباء، فقد قضى العالم الأشهر الخمسة الماضية في سباق كبير ليطبق كما كبيرا من الإجراءات الاحترازية، التي ساهمت بعد توفيق الله في الحد من انتشار هذا المرض بشكل ملفت، الذي لم يتوقف عن الانتشار ليصل إلى كل دول العالم تقريبا.
وبعد هذه الأشهر الطويلة تنامت المشاعر في الدول والمجتمعات بتحقيق الكثير من الإنجازات في مواجهة هذا المرض ولكن هذا لايعني أبدا الوصول إلى المحطة الأخيرة في مواجهة هذا الوباء.
اللقاح لم يكتشف بعد..!، والعلاج الخاص بكورونا لم ينتج بعد..!، في مقابل أن الوباء لازال موجودا رغم تناقصه وحديث العلماء عن إمكانية انحسارة بشكل تدريجي مستقبلا، ولكن هذا لايجب أن يعني أن دائرة الخطر من هذا المرض قد انتهت، وأن الدول بأنظمتها الصحية قد حققت انتصارا كليا على هذا الوباء، لأنه بلا اكتشاف علاج فعلي ولقاح واق فإن الأزمة لازالت بلا حدود يمكن رؤيتها مهما تحقق من إنجازات فعلية في مواجهة هذا الوباء.
إن مفهوم الانتصار على هذا الوباء لم يصل بعد إلى النقطة التي يمكن للعالم أن يعلن فيها أنه تم القضاء على كل المخاطر المحتملة، لذلك فإن المعايير والقوانين والإجراءات التي تم اتخاذها انطلاقا من البقاء في المنازل والتباعد الاجتماعي، واتخاذ الوسائل الصحيحة في النظافة والابتعاد عن كل مسببات انتقال العدوى، كل هذه الإجراءات لازالت مطلوبة وبنفس الدرجة وعلى الجميع بلا استثناء الالتزام بها وفق ذات المعايير والدقة المطلوبة.
إن مفهوم الانتصار على هذا الوباء لم يصل بعد إلى النقطة التي يمكن للعالم أن يعلن فيها أنه تم القضاء على كل المخاطر المحتملة.
المرحلة القادمة حول الوباء قد تشهد تسارعا إعلاميا نحو الانفتاح وتخفيف القيود سياسيا واقتصاديا، وهذا أمر طبيعي فالعالم شبه متوقف منذ خمسة أشهر تقريبا وقد يكون الاندفاع نحو إعادة الحياة كما كانت، سببا مهما ورئيسا لنشوء موجة جديدة من هذا الوباء.
وهذا ما يتطلب الالتزام الفعلي من المجتمعات لمواجهة هذه الأزمة ودعم جهود الدول من جانب الشعوب، لأن المخاطر لازالت تلوح في الأفق مع كل ما تحقق، فكل المؤشرات تتحدث عن عدة أشهر تفصلنا عن الحصول على لقاح مؤكد لهذا الوباء.
في منطقتنا الخليجية كانت التجارب السعودية والإماراتية من أفضل التجارب الدولية في مواجهة هذا الوباء، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الصحي وهو الأهم، حيث وفرت هذه الدول وبلا استثناء الرعاية الصحية لجميع السكان على أراضيها سواء من المواطنين أو من المقيمين أو الزوار، وساهمت تلك الإجراءات بأن كان حجم الإصابات منخفضا وحجم التعافي مرتفعا مع نسبة قليلة من الوفيات.
وهذا انعكاس طبيعي لاهتمام هاتين الدولتين بالإنسان مهما كان ومن أي موقع في هذا العالم، وهذه التجربة من المؤكد أنها عكست كيف أن الإنسان في هذه الدول يحظى بأولوية تميزت بها دون غيرها بشهادة الجميع من دول ومنظمات وشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة