كورونا وغيرها.. السلاح وسيلة إيران لمعالجة أزماتها الداخلية
تلجأ إيران سريعا إلى السلاح لعلاج أزماتها الداخلية سواء أكانت مظاهرات احتجاجية ضد سوء الإدارة أو لتطبيق إجراءات مواجهة كورونا.
وطلب وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، من المرشد علي خامنئي بالتدخل وإنزال القوات العسكرية في المدن من أجل السيطرة على أوضاع فيروس كورونا.
وقال الوزير نمكي، مساء الأحد، في رسالته لخامنئي "نطلب الموافقة على مقترح تعطيل وإغلاق البلاد لمدة أسبوعين مع إنزال القوات العسكرية للشوارع من أجل فرض تطبيق البروتوكولات الصحية في المدن الإيرانية".
وأضاف الوزير "الأوضاع الطبية ستنهار في البلاد في حال لم نتخذ مثل هذه القرارات بشكل عاجل وسريع"، مشدداً على أن تعطيل البلاد وإغلاق المنافذ الحدودية مع الدول الواقعة شرق إيران وإنزال القوات العسكرية سيسهم في تقليل حجم الإصابات والوفيات.
وتابع "إن التعطيل لمدة أسبوعين مع فرض القوة العسكرية سيسهم بشكل كبير في الحد من الضغط على الكوادر الطبية والصحية وتخفيف العبء عن المستشفيات التي باتت لا تتسع لاستقبال المصابين".
وتعد العاصمة طهران من أكبر المدن المتضررة من تفشي فيروس كورونا بعد دخول السلالة الهندية الجديدة "دلتا"، وحصة طهران من الوفيات اليومية تبلغ قرابة نصف الوفيات اليومية.
وأوضح الوزير الإيراني "النظام الصحي سوف ينهار إذا لم نتخذ هذه الإجراءات بشكل سريع وعاجل".
وقالت وزارة الصحة الإيرانية، إن البلاد سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 366 حالة وفاة مع أكثر من 32 ألف إصابة بفيروس كورونا، وكل هذه الأرقام تشكك بها بعض المصادر والمنظمات الطبية وتؤكد أنها أكثر مما يتم إعلانه.
وبهذه الإحصائيات الرسمية تكون إيران قد سجلت 91 ألف وفاة، فيما يقترب عدد الإصابات الكلي من أربعة ملايين.
وفي خضم هذه الأوضاع تعاني البلاد من بطء في تقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في البلاد، وتلقى 9 ملايين 925 ألفاً 603 شخص الجرعة الأولى من لقاح كورونا وتلقى 2 مليون 741 ألفاً 979 جرعة ثانية، وبلغ إجمالي عدد اللقاحات المحقونة في هذا البلد 12 مليوناً 667 ألفاً 582 جرعة.
الأطباء يتظاهرون
نظمت مجموعة من الكوادر الطبية العامين في طهران وعدة مدن أخرى في إيران مسيرات احتجاجية بسبب ظروفهم المعيشية السيئة، فضلاً عن "عدم توافق حقوقهم مع التضخم".
وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، عن احتجاجات للكوادر الطبية في مدينة طهران وشيراز وكرمان وياسوج.
ويقول هؤلاء الأطباء في إيران، الذين يعلنون عدم قدرتهم على تغطية نفقاتهم اليومية، من بين أمور أخرى، أن "التعريفات في العيادات الخاصة يجب تغييره على أساس كل ساعة وعلى أساس النسبة المئوية".
وكانت وفاة عدد من العاملين الشباب في المستشفيات الإيرانية نتيجة لسكتة قلبية أو حالات انتحار، والتي قيل إنها حدثت نتيجة ضغوط من مكان العمل وكذلك رواتب منخفضة للغاية، تصدرت وسائل الإعلام الإيرانية في الأشهر الأخيرة.
وفي الليلة الماضية، توفيت الدكتور "سوجند صداقت نيا" أحد الأطباء في مستشفى الإمام الحسين في طهران بسبب نوبة قلبية مفاجئة، كما ذكرت الصحافة الإيرانية.
وذكر موقع "انتخاب" الإيراني، إنه "منذ بداية العام الإيراني في 21 مارس/أذار الماضي، توفي ثمانية من الكوادر الطبية فئة الشباب بالعاصمة طهران فقط بطريقة مفاجئة".
وتتعرض الكوادر الطبية إلى ضغط هائل يتجاوز مهامهم بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد منذ فبراير/شباط العام الماضي.
وخلال الأسابيع الماضية تظاهر الآلاف في مدن إيرانية احتجاجا على انقطاع الماء والكهرباء.
وتواجه السلطات الإيرانية تلك الاحتجاجات بالسلاح وقطع خدمة الإنترنت في مسعى لاحتواء الغضب.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز