تقنيات غير مسبوقة.. كيف سيطرت الصين على كورونا؟
من بين الطرق الكثيرة التي استخدمتها الصين كانت تسخيرها خدمة الرسائل النصية للتوعية بفيروس كورونا
تعتبر الصين حاليا أكثر دولة سخرت التقدم التكنولوجي لمتابعة حالة السكان خلال مسيرتها في احتواء وباء "كورونا".
ومن بين الطرق الكثيرة التي استخدمتها الصين كانت أنها سخرت خدمة الرسائل النصية لهذه القضية من خلال تعاملها مع شركة الاتصالات "تشاينا يونيكوم" التي قامت بدورها بضخ تنبيهات يومية.
وكانت الشركة تطلق كل صباح رسالة تقول: "فضلًا، حمّل التطبيق، واستكمل فحص الصحة اليومي. وستستخدم معلوماتك فقط للوقاية من الوباء ومكافحته".
ومع فتح الرابط، تظهر رسمة ممرضة ترتدي قناعًا، وتدعوك إلى تسجيل كل معلوماتك، وأن تذكر مسار رحلاتك الأخيرة، ثم بعد ذلك، تسألك إذا ما كنت تعاني من الحمى أو الكحة أو صعوبة في التنفس، وفي حالة كان الجواب "نعم"، فسيظهر شخص (ممرض) خلال دقائق أمام بيتك، وسيقيس درجة حرارتك، ثم سيطرح عليك الأسئلة، وسيطلب منك قائلًا إن من الأفضل ألا تغادر منزلك لعدة أيام، ويُقدم لك ورقة تحتوي على قائمة تظهر فيها أقرب المستشفيات، وفقا لصحيفة "إل موندو" الإسبانية.
كما أن تطبيقا آخر سميَّ "أليباي هيلث كود" وهو برمجيّة تديرها الحكومة الصينية ويُصنِّف الأشخاص إلى ثلاثة ألوان: أحمر وأصفر وأخضر، فإن كنت من أصحاب اللون الأخير فلا تقلق، حيث يمكنك التحرك بحريّة، وسيكون عندك في هاتفك رمز استجابة سريع [QR code] ويُمكنك الدخول إلى محطات القطار وإلى المطاعم القليلة المفتوحة، لكنك إن كنت من أصحاب اللون الأصفر أو الأحمر، فمن الأفضل ألا تخرج من المنزل، حيث سيشير النظام إليك، وسيبلغ الشرطة فورًا ما إذا خرجت؛ إذ تتحول إلى "شخصٍ خطر"، أي أنك تحمل أحد الأعراض الخاصة بـ"كوفيد-19" أو أنك كنت خلال الأيام الـ14 الماضية في منطقة عدوى عالية.
ويُعد هذا التطبيق إلزاميًا في أكثر من 200 مدينة، كما أن هذا التطبيق يقوم بما هو أكثر من اتخاذ قرار فوري عمّا إذا كان شخص ما يُمثل خطرًا لانتقال العدوى؛ إذ يبدو كذلك بأنه يُشارك المعلومات مع الشرطة، حيث يضع نمطًا لأشكال جديدة من الرقابة الاجتماعيّة التلقائية، والتي قد تستمر لوقتٍ طويل بعد اندثار الوباء، وبالرغم من أن السلطات قد أكدت من خلال وكالة شينخوا الحكومية للأخبار بأن كل البيانات التي جُمِعت ستستخدم لمكافحة تفشي فيروس كورونا وأنها ستُمسَح لاحقًا.
وفي شوارع المدن الكبرى مثل بكين أو شنغهاي كان هناك روبوتات للتعقيم وطائرات بدون طيار مجهزة بكاميرات حرارية لقياس درجة حرارة الجميع، وقامت شركة بودو تيكنوليجي، التي تتخذ من مدينة شنجن مقراً لها، والتي تقوم بشكل عام بتصنيع الروبوتات المعدّة لصناعة الطعام، بتركيب أجهزتها في أكثر من 40 مستشفى في جميع أنحاء البلاد لمساعدة العاملين في المجال الطبي.
كما قامت شركة ميكرو مولت كوبتير، الموجودة أيضًا في شنجن، بنشر طائراتها بدون طيار لنقل العينات الطبية من المستشفيات إلى المختبرات.
ومن أبرز الاختراعات التي استخدمتها الصين كانت عبارة عن خوذات ذكية يمكنها قياس درجة الحرارة في نطاق 5 أمتار، وإذا كانت نتائج فحص أحدهم إيجابية، تبعث الخوذة إنذارا، وقد استخدمها هذه الأيام مسؤولون من مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان، والخوذة، المصنعة من قبل شركة التكنولوجيا كوانغ شي تيكنوليجي، قادرة على قياس درجة حرارة أكثر من 200 شخص في أقل من دقيقتين.
واستخدمت الحكومة الصينية أيضا ضد فيروس كورونا، أنظمة التعرف على الوجه الشهيرة، حيث تستخدمها الشركات لمسح الحشود بحثًا عن الحمى وتحديد الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة الوجه، فعلى سبيل المثال، تقول شركة سينسي تايم، شركة الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصين، إن برمجيتها للكشف عن درجة الحرارة دون الحاجة للاحتكاك، تم وضعها في محطات المترو في بكين وشنغهاي وشنجن، وتؤكد بأنها قادرة على "التعرف على الوجوه حتى لو كان الناس يرتدون الأقنعة".
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالإجراءات الصارمة التي طبقها العملاق الآسيوي لاحتواء الفيروس، من إغلاقٍ للمدن الكبرى، وعزل 56 مليون شخص في مقاطعة هوبي، وإغلاق المحلات، ومنع النقل العام، واستخدام أفضل تكنولوجيا.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز