حملات التطوع والعطاء تنطلق في غزة لمواجهة جائحة كورونا
الحملة تضم عشرات المتطوعين من الشباب، وانطلقت بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية
مع الحجر الصحي الإلزامي، الذي فرض على مئات الفلسطينيين العائدين إلى غزة، انطلقت حملات تطوع وعطاء متنوعة؛ لمواجهة المتطلبات المتزايدة في القطاع؛ الذي يعاني بالأساس من واقع اقتصادي متدهور بعد 14 عامًا من الحصار.
وقال سعيد الطويل، أحد منسقي حملة أبناء البلد لـ"العين الإخبارية": إن الحملة تضم عشرات المتطوعين من الشباب، وانطلقت بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم إعلان وزارة الصحة في غزة الحجر الإلزامي في المنازل ومن ثم الحجر الصحي الإلزامي في المدارس والمراكز الصحية للعائدين من السفر.
أبناء البلد
وأضاف: "تحركنا كشباب وأطلقنا مبادرة أبناء البلد وعملنا على تحسين وتجويد الخدمة في مراكز الحجر الصحي"، مشيرا إلى أن ذلك جاء بعد خروج الصور الأولى لمركز الحجر في رفح وكانت إمكاناته محدودة.
وقدمت الحملة، أسرة ووجبات طعام، ومواد تنظيف وتعقيم لمراكز الحجر في رفح ومعبر رفح، على مدار الأيام الماضية، وفق الطويل.
وأكد أن المبادرة ستستمر طيلة فترة الطوارئ طالما المرض منشورا، مشيرا إلى أن أحد جوانب الحملة الدور الإعلامي عبر الصفحات والنشطاء وتحفيز الجميع للتكافل.
وقال: "نرى نتائج ذلك بشكل سريع بعد استجابة رجال الأعمال والعائلات والمراكز الشبابية والتنسيق مع البلديات"، مشيرا إلى أن الحملة امتداد لفريق سامح تؤجر الذي يعمل منذ 3 سنوات، وانطلقت تحت العلم الفلسطيني وتنسق مع مبادرات أخرى منها فريق الشهيد تامر السلطان من شمال قطاع غزة.
وأعلن إبراهيم ملحم، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، ارتفاع إصابات كورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 59 إصابة بعد تسجيل 6 حالات جديدة.
وأوضح ملحم، خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة رام الله، أن هناك 4 إصابات جديدة بفيروس (كوفيد-19) في الضفة الغربية، إضافة إلى إصابتين أعلن عنهما فجر الأحد في قطاع غزة، لمواطنين عائدين من باكستان.
الكل للكل
بدوره، تحدث محمد أبو جياب، الخبير الاقتصادي، القائم على حملة الكل للكل، عن الحملة قائلا إنها انطلقت في ظل الانهيار الكبير للواقع الصحي والاقتصادي من قبل وباء كورونا وفي ظل الحصار المستمر منذ أكثر من 13 عاما.
ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي منذ عام 2006 انعكس على مجمل الحياة الاقتصادية التي تضررت نتيجة 3 حروب وعشرات جولات التصعيد على مدار 14 عاما.
وأوضح أبو جياب في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن الحملة ترتكز على دور مهم للقطاع الخاص وتنسيق مع الشركات ومؤسسات القطاع الخاص والمصانع والتجار الذي هم شركاء في هذه المبادرة.
وقال: "نتحدث عن تجاوب كبير بهدف تحقيق تأمين مخزن للإمداد اليومي لمراكز الحجر أو لوزارة الصحة والوزارات المساندة"، مشيرا إلى أن المبادرة جاءت لتخفف من أزمة عشوائية تقديم المعونات لهذه المراكز، وغياب لاحتياجات في ظل توفر احتياجات أخرى.
وأضاف: "نسعى لتوحيد الجهود بمجملها لتقديمها عبر مسار واحد وتركيزها في مستودع الدعم اليومي يجمع كل المساعدات المرسلة إضافة إلى ما يمكن أن يقدم من مبالغ نقدية هذا سيحقق أن غزة بإمكاناتها القليلة وقدرات القطاع الخاص المحدودة التي قد لا تسعف وزارة الصحة والمجتمع المحلي بالتالي استغلال أمثل وأكبر للموجودات القليلة على أطول فترة زمنية ممكنة.
حملات تعقيم
وانطلقت حملات لتعقيم المنازل والمساجد والمرافق العامة، وقال الشاب عامر حميد، إنه شرع برفقة 4 من أصدقائه وجميعهم طلبة جامعات، على توفير معقمات خاصة لتعقيم المساجد والمحلات التجارية التي يرتادها المواطنون، وكذلك بعض السيارات.
وأضاف: "نحن أمام أزمة وكل فرد يجب أن يساهم بما يستطيعه".
ووفق القائمين على المبادرات، فإن استعدادات تجري لمواجهة احتمال فرض حظر تجول، بما يتطلبه ذلك من تأمين احتياجات للمواطنين والوصول للفئات الهشة التي بالكاد تستطيع أن توفر متطلباتها في الظروف العادية.
إيجابية محمودة
وتؤكد الدكتورة نائلة خليل الأغا خبيرة علم الاجتماع في جامعات غزة، أن أزمة مواجهة جائحة كورونا، عكست مجددا الصورة الإيجابية للشعب الفلسطيني المعطاء.
وأوضحت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن ذلك تمثل في مساهمة رجال الأعمال في الضفة وغزة بالتبرع بالفنادق والصالات الكبيرة، لتنفيذ الحجر الصحي، وكذلك انطلاق المبادرات الشبابية والمساهمات من المحلات والشركات في تقديم السلات والوجبات الغذائية والمعقمات مجانا.
وأشارت إلى أن الأزمة تتطلب تضافر الجهود من الجميع لمواجهتها، معبرة عن ثقتها بقدرة الفلسطينيين على مواجهة هذه الأزمة التي تواجه البشرية بأسرها.
aXA6IDQ0LjIyMC4xODQuNjMg
جزيرة ام اند امز