قرار شجاع لوالدة مهندس إيطالي ينقذه من الموت بفيروس كورونا
حالة المهنس المعماري الإيطالي تدخل مرحلة التحسن بعد يومين فقط من جرعة بلازما المتعافين من الفيروس التاجي
بدأت إيطاليا خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، في استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، والمحملة بالأجسام المضادة للوباء، كعلاج للمرضى.
وفي مستشفى كارلو بوما، الواقعة في مدينة مانتوفا (شمال) اجتاز المهندس المعماري الإيطالي دييجو تاركيني، (43 عاماً) المرحلة الخطر من رحلة علاجه من فيروس كورونا المستجد، بفضل حقنة بلازما فائقة المناعة مأخوذة من مرضى متعافين بالفعل من الفيروس التاجي، حسب صحيفة "ilfattoquotidiano" الإيطالية.
ورغم أن المهندس المعماري لا يزال في فترة النقاهة بسبب تعرض إحدى رئتيه لهجوم شديد من الفيروس، لكن نتائج مسحة الفيروس التاجي له جاءت سلبية، الجمعة الماضي.
واجتاز المهندس الإيطالي بهذه النتيجة المرحلة الأخطر والأسوأ بفضل بلازما المتعافين التي طبقها مستشفى كارلو بوما، بعد انضمامها إلى بروتوكول العلاج التجريبي مع عيادة سان ماتيو التعليمي بمدينة بافيا، جنوبي ميلانو بإقليم لومبارديا.
وحسب الصحيفة الإيطالية، فإن بلازما المرضى الذين تم شفاؤهم من الفيروس التاجي غنية بأجسام مضادة خاصة تساعد المرضى المصابين بالفيروس في محاربته.
وعن رحلة إصابة وعلاج تاركيني من الفيروس التاجي، قالت والدته، الصيدلانية جيوفانا جامبا: "بدأ ابني الذي يعيش ويعمل في مدينة بيرجامو مع زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر 6 أعوام، يشعر بأعراض حمى ودرجة حرارة عالية بين 39.5 و40 درجة وإرهاق شديد، وكان ذلك في 20 مارس/آذار".
وأضافت: "اتصل ابني على الفور بطبيب الأسرة، الذي قال له إن هذه الأعراض من المحتمل أنها تدل على إصابته بالفيروس التاجي، ولكن نظراً لصغر عمره كان من الممكن أن يعالج نفسه في المنزل، بعقار الباراسيتامول والمضادات الحيوية".
وتابعت: "لم يتحسن وضعه، بل ازداد سوءاً، وبعد 12 يوماً، نقلنا دييجو إلى مستشفى مانتوفا في 2 أبريل/نيسان، وهو في حالة خطيرة نقل على أثرها إلى العناية المركزة، وأجريت له مسحة للكشف عن إصابته بالفيروس وجاءت النتيجة إيجابية، إذ هاجم الفيروس ثلاثة أرباع الرئة، ليبدأ دييجو العلاج بمضادات الفيروسات لمساعدته في التنفس".
وكنتيجة لعدم تحسن حالته، طلبت الأم من إدارة مستشفى مانتوفا تجربة علاج بلازما المعافين من الفيروس التاجي على نجلها، وبالفعل بدأ أول جرعة الأحد 5 أبريل/نيسان، وبعد يومين فقط اختفت الحمى وبدأت حالته في التحسن".
وذكرت الصحيفة الإيطالية أن المهندس المعماري لا يزال في مرحلة التعافي ويحتاج إلى إعادة تأهيل لجهازه التنفسي، لأن الفيروس التاجي هاجم رئتيه بعنف، لكنه يتحسن، وبالفعل أجريت له مسحة جديدة الجمعة الماضي، وجاءت النتيجة هذه المرة سلبية.
واختتمت والدة دييجو تاركيني حديثها قائلة: "أود أن أوجه نداءً ودعوة للمرضى الذين تم شفاؤهم من الفيروس التاجي إلى التبرع بالبلازما الخاصة بهم. بالفعل هي أمر أساسي وحيوي".
وتعليقاً على هذه النتائج المبشرة، قال مدير قسم أمراض الرئة في مستشفى كارلو بوما: "يمكن القول إن النتائج الأولية لتجربة علاج البلازما على حالة مثل دييجو، مشجعة للغاية، لقد دخل قسمي وهو بظروف صحية حرجة للغاية، بدأنا بعلاجه بالتهوية الميكانيكية وجهاز التنفس الصناعي، الأمر الذي لم يكن مجدياً".
وأضاف: "بناءً على طلب والديه، حقناه ببلازما فائقة المناعة من المتعافين، العلاج التجريبي الذي نجح في تحسين حالته بشكل كبير خلال يومين، لدرجة أننا أزلنا التهوية الميكانيكية والعلاج بالأكسجين، مجتازاً مرحلة الخطر".