كورونا يربك العقول بالعزل المنزلي.. توتر وقلة تركيز
مجموعة من التغيرات طرأت على حياة الناس جراء جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) منها الشعور بالارتباك والتوهان وقلة التركيز
مع تدابير الإغلاق والتباعد الاجتماعي التي تخضع لها أغلبية دول العالم حاليا جراء جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أصبح شائعا بين الناس اختلاط وتشابه الأيام عليهم ونسيانهم حتى أبسط التفاصيل.
ورصد الخبراء مجموعة من التغيرات التي طرأت على حياة الناس ومنها الشعور بالارتباك والتوهان وقلة التركيز، وإتمام المهام في وقت أطول، كما لو أن أدمغتنا باتت تعمل بشكل أبطأ، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وعزوا هذه التغيرات إلى تأثير الجائحة على الصحة المعرفية بمعنى "قدرتنا على التفكير بوضوح والتعلم والتذكر".
وقالت أستاذ الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا في ولاية سان فرانسيسكو، إليسا إبل: "إنها عاصفة كاملة بين التغيير، كما أن معظمنا لا يحصل على جودة النوم التي اعتدنا عليها".
اختفاء الروتين اليومي
وأشارت إبل إلى مجموعة من العادات التي افتقدها الناس في العزل المنزلي، ما ساهم في زيادة الشعور بتشابه الأيام، ضوء الشمس الذي ينظم إيقاع الساعة البيولوجية والروتين اليومي كالخروج في الصباح والليل وتناول الطعام في مواعيد محددة وطقوس العبادة الأسبوعية، مشيرة إلى أنَّ هذه الأمور تساعدنا في معرفة اليوم الذي نعيشه.
وتابعت أن الأيام فقدت بنيتها المعتادة لأولئك الموجودين في المنازل بسبب فيروس كورونا، ما يعني أن ما كان واضحا فيما سبق أصبح الآن ضبابيا.
وأضحت "أننا جميعا فقدنا روتين الأسبوع العادي، وأصبحت عطلة نهاية الأسبوع هي نفسها أيام العمل".
مساعد المدير التنفيذي في الجمعية الأمريكية لعلم النفس لين بوفكا تقول إنَّ وجود روتين يومي محدد أمر يساعد في إراحة العقل، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنَّ مَن يضطرون للذهاب إلى العمل يعانون من ضغط عقلي.
ولفتت إلى أنَّ هذا الضغط يتمثَّل في تذكّر الحفاظ على تدابير التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة، وتجنب ملامسة الأسطح، كل هذا يمكن أن يساهم في حالة من الارتباك.
تعدد المهام
هناك عامل آخر يتسبب في الشعور بالارتباك وقلة التركيز وهو تعدد المهام، مثل التدريس للأطفال أو الاعتناء بكبار السن بجانب القيام بمهام العمل.
ونظرا لأن كل تلك الأمور تحدث في المكان نفسه، وغالبا في الوقت ذاته، ربما نجد أنفسنا نبدل بين المهام بصورة أكثر تواترا، أو نفرط في استخدام العديد من الشاشات أو قراءة الأخبار عدة مرات في اليوم.
كل هذه الأشياء، بحسب إبل، تزيد الضغط على إدراكنا العقلي، أو بعبارة أخرى، تستهلك مزيدا من مواردنا العقلية، مشيرة إلى أن "ذاكرتنا العاملة هي مورد محدود، يمكننا بسهولة إرهاقها من خلال الانخراط في العديد من الأنشطة مرة واحدة أو محاولة أداء عدة مهام في عقولنا".
وربما لهذا السبب نجد أنفسنا نعاني في استذكار معلومات أساسية أو أداء المهام التي اعتدنا أن نؤديها بالكفاءة نفسها.
السؤال هنا، ماذا يمكننا فعله حيال هذا الأمر؟
ووفقا لـ"سي إن إن"، يوصي أطباء نفسيون بمحاولة الشعور بوجود بنية منظمة لأبعد مدى ممكن، بمعنى الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في موعد محدد يوميا.
ويوصون بالحصول على عدة فترات راحة وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي والحد من التعرض للأخبار.