علماء يكشفون رحلة كورونا لـ"اختطاف الجسم"
فيروس كورونا المستجد قادر على التضاعف بسرعة عبر اختطاف الجسم وإجباره على إنتاج مزيد من المستقبلات التي يمكنه استخدامها لدخول الأعضاء
رجحت دراسة أن فيروس كورونا المستجد قادر على التضاعف بسرعة عبر اختطاف الجسم وإجباره على إنتاج مزيد من المستقبلات التي يمكنه استخدامها لدخول الأعضاء وإصابتها بالعدوى.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن خبراء أمريكيين عالجوا 2.5 مليار تركيب جيني لـ"كوفيد-19" بحاسوب فائق لمحاولة وفهم كيفية تأثير الفيروس على الجسم، ويعتقدون أنهم حللوا لماذا يتسبب "كوفيد-19" مجموعة من الأعراض الغريبة، والآن يوصون بأكثر من 10 علاجات محتملة للمرض.
ووجد الفريق من "مختبر أوك ردج الوطني" في ولاية تينيسي، أن الفيروس عادة ما يصيب الناس من خلال مستقبلات "ACE-2" الموجودة بالأنف، المكان الأكثر شيوعًا لتواجدها، ثم تتسابق عبر الجسم، وتغزو الخلايا في أماكن أخرى تتواجد بها تلك المستقبلات، بما في ذلك: القلب، والكلى، والأمعاء، وهذا يفسر الضرر الذي يحدث بالقلب والكلى، وآلام البطن، التي يشكو منها كثير من المرضى.
وبمجرد دخول الفيروس للخلايا البشرية، يخدع الجسم لإنتاج مزيد من المستقبلات بالأماكن التي تتواجد فيها بالعادة بأعداد محدودة فقط، بما في ذلك الرئتين.
وهذا بالضرورة يفتح الباب على مصراعيه، ويسمح لفيروس كورونا الجديد بالتضاعف بسرعة، وإرسال جيوش من الجزيئات الفيروسية لإصابة مزيد من أعضاء الجسم بالعدوى بأعداد ضخمة.
- كورونا والأمراض المزمنة.. دراسة تحذر من تفاقم الإهمال
- كورونا يضرب "باتمان".. إصابة روبرت باتينسون تؤجل التصوير
وأوضح تحليل الفريق أن الناتج الثانوي لهذه العملية التي تتم بمهارة هو أنه يتداخل مع قدرة الجسم على السيطرة على مستويات المادة الكيميائية المسماة "البراديكينين"، التي تساعد في تتنظيم ضغط الدم، ويؤدي هذا إلى تراكم كارثي لتلك المادة الكيميائية، متسببًا في "عاصفة براديكينين"، التي تجعل الأوعية الدموية ناضحة وترفع خطر الإصابة بالالتهابات، والجلطات الدموية، والسكتات، والتلف الدماغي، وهي أعراض مميتة تلاحظ وجودها بين المرضى الذين عانوا مرضًا شديدًا.
وبحث الفريق، بقيادة البروفيسور دانيال جاكوبسون، عالم الأحياء الحاسوبي بالمختبر، في أكثر من 40 ألف جين من 17 ألف عينة جينية لفيروس كورونا الجديد، ووضعوا البيانات بثاني حاسوب فائق السرعة في العالم "ساميت"، الذي حلل 2.5 مليار تركيب جيني على مدار أسبوع، وبعد تحليل النتائج، يعتقد الفريق أن الفيروس يتدخل مع نظام الرينين-أنجيوتنسين (RAS)، الذي يسيطر على مستويات براديكينين.
ويعتقدون أن "عاصفة براديكينين" هي ما تسبب معظم الأعراض غير المعتادة، وليس "عاصفة السيتوكين"، وهي الاستجابة المفروطة لجهاز المناعة التي تجعله يهاجم الأنسجة السليمة، التي اعتبرت سابقًا المسؤولة عن الأمر، ويتسبب هذا في تراكم البراديكينين بالجسم، الذي يجعل الجدران الواقية الموجودة حول الأوعية الدموية أكثر عرضة للتسريب.
وقال الباحثون إن هذا يجعل الخلايا المناعية تتسرب إلى أعضاء حيوية بالجسم، مثل الرئتين، متسببة في التهابات مميتة، مما يصعب عملية التنفس.