ما سبب ارتفاع معدلات الوفاة بكورونا بين البدناء؟
دراسة فرنسية نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، وجدت أن الحالات المرضية الشديدة الناجمة عن الفيروس كانت بين المصابين بالسمنة
تعرضت الدول الغنية من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة لمستويات قياسية من وفيات فيروس كورونا المستجد، نتيجة زيادة معدلات السمنة بين سكانها.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد يفرض إجراءات جديدة للحد من عروض المتاجر المتعلقة بالوجبات السريعة، في محاول لتقليص معدلات السمنة، وهي نقطة تحول في موقفه السابق المعارض لتدخل الحكومة في النظام الغذائي الذي يتبعه الناس.
وطرحت الصحيفة البريطانية سؤالًا: هل يمكن لمشكلة السمنة أن تفسر سبب ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في بعض الدول؟.
وأضافت أن الإجابة على هذا السؤال تتطلب شقين، جزء خاص بالعلم، والآخر بالصورة العالمية الأكبر.
العلم
في الوقت الذي عمل فيه العلماء بسرعة للتعامل مع الجائحة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، ترسخت جيدًا الروابط بين السمنة والحالة المرضية الشديدة الناجمة عن الإصابة بـ"كوفيد-19" على مدار الأشهر الماضية.
وتابعت دراسة فرنسية نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، حالات مرضى كورونا بمستشفى ليون الجامعي، ووجدت أن الحالات المرضية الشديدة الناجمة عن الفيروس كانت بين المصابين بالسمنة.
وأظهرت الدراسة أن مرضى السمنة أصيبوا بحالات مرضية شديدة جراء الفيروس بنسبة 1.89 مرة مقارنة بعموم السكان، وبالتالي زادت بينهم نسب الوفاة بالمرض.
ووجدت دراسة أمريكية منشورة بنفس الدورية أن المصابين بالسمنة كانوا أكثر عرضة للمعاناة جراء كورونا، مقارنة بعدد من المشاكل الصحية التي تأكدت خطورتها بالنسبة لمرضى فيروس كورونا، مثل السكري، وأمراض القلب المزمنة والكلى والكبد.
الصورة العالمية
طبقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2016، يعاني نحو 39% من سكان العالم من الوزن الزائد، و13% من السمنة.
وحسب تقييم جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فإن الـ30 دولة الأشد تضررًا من الجائحة حول العالم، يصنف أكثر من 50% من سكانها على أنهم يعانون من الوزن الزائد، وذلك بالنظر إلى معدلات حالات الوفاة بكورونا لكل 100 ألف.
أما الدول التي لديها معدلات وفيات أقل لكل 100 ألف، مثل اليابان على سبيل المثال، يعاني سكانها من نسب أقل في الإصابة بالوزن الزائد مقارنة بالمتوسط العالمي.
وبشكل عام، فإن الدول التي يعاني أكثر من نصف سكانها من الوزن الزائد لديها 12.58 حالة وفاة لكل 100 ألف، مقارنة بـ1.14 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص بين الدول التي يعاني أقل من 50% من سكانها من البدانة.
لكن هناك أيضًا استثناءات لكل قاعدة، حيث شكلت الطريقة التي تعاملت بها الدول مع الأزمة، وعمر السكان، وقوة الأنظمة الصحية عوامل نجاح لخفض الوفيات بالمرض بين السكان.
على سبيل المثال، في نيوزيلندا التي تعتبر بين أكثر الدول التي تعاني من السمنة، تمكنت من حد انتشار العدوى من خلال تطبيق الإغلاق المبكر في بداية الأزمة، وهو ما ساعد في السيطرة على العدوى ووقف انتشارها.
وفي الهند، ورغم تزايد معدلات السمنة، سجلت البلاد 1.6 حالة وفاة لكل 100 ألف جراء "كوفيد-19".
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز