"كورونا" يغير التوزيع الديمغرافي للفرنسيين
أكثر من مليوني باريسي يهربون من الإجراءات المشددة لاحتواء كورونا في العاصمة إلى الضواحي، التي لا تخضع للحجر المقرر حتى نهاية أبريل
أدت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة في فرنسا لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ 17 مارس/آذار الماضي، إلى نزوح كبير من سكان العاصمة باريس إلى الضواحي.
وغادر أكثر من مليوني باريسي المدينة هرباً من الإجراءات المشددة لاحتواء كورونا إلى الضواحي، التي لا تخضع للحجر المقرر استمراره لنهاية أبريل/نيسان الجاري.
ووفقاً للمعهد الوطني الفرنسي للإحصاء، الذي اعتمد على تحليل إحصائي أجرته شركة "أورانج" الفرنسية للاتصالات، باستخدام بيانات من مشتركي الهاتف، فقدت مدينة باريس أكثر من ربع سكانها منذ بداية تدابير الحجر المنزلي، مشيرة إلى أن عددهم يقدر بنحو مليون و800 ألف من المقيمين في باريس، بمن فيهم السائحون والطلاب والزائرون.
وأوضح الاستطلاع الذي نشرته إذاعة "آر.تي.إل" الفرنسية أن 30% من النازحين الباريسيين عادوا إلى موطنهم الأصلي في الضواحي.
وقارن المعهد الإحصائي بيانات محطات الهاتف لشبكة "أورانج"، التي تم استقراؤها لجميع حاملي الهاتف المحمول، والتي تشير إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يقضون الليلة في باريس بنسبة 22-23% بين 9-10-11 و23-24 مارس/آذار الماضي.
في المقابل شهدت عدة ضواحي ارتفاعاً في عدد السكان بنحو 30%، منها إقليم "إيل دو ري" وكذلك أورن ويون شهدت زيادة في عدد السكان بلغت 10%.
ووفقاً لمعهد الإحصاء الوطني الفرنسي، فإن هذا النزوح ظهر في عدة مدن كبرى فرنسية بجانب باريس، فهناك سكان أوت دو سين، الذين نزحوا إلى نورماندي، وبورجوندي، وبريتاني.
وأشار المعهد إلى حركة سكانية ضخمة أيضاً مرتبطة بإغلاق منتجعات التزلج منذ 15 مارس/آذار الماضي، كما تراجع عدد السكان في المقاطعات الجبلية والثلجية بنسبة من 38% إلى 43% في إقليم سافوي، ومن 26% إلى 28% في أوت ألب، ومن 8% إلى 9% في أوت برينييه.
وأجريت الدراسة على أساس بيانات تحديد الموقع الجغرافي من هواتف المشتركين فيها، وتم تجميعها وتحليلها للجهات الفاعلة العامة، لا سيما وزارة الصحة الفرنسية.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن هذه الإحصاءات مهمة للسلطات الصحية الفرنسية، حيث تمنحها القدرة على توقع بؤر الإصابة المحتملة في المستقبل.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز