مِن الأورام إلى ضمور العضلات.. الفساد يخطف أرواح المرضى في غرب ليبيا (خاص)
كارثة دوائية جديدة كشف عنها المعهد القومي للأورام في مدينة مصراتة، غرب ليبيا، تمثّلت في استيراد أدوية سرطان مشبوهة ومجهولة المصدر.
وفي خطابٍ لها، وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، أكدت اللجنة العلمية بقسم الباطنة وأمراض الدم بالمعهد القومي لعلاج الأورام بمصراتة، أنها رفضت مجموعة من الأدوية الحديثة التي وُفِّرت من خلال الإمداد الطبي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، المنتهية ولايتها، والتي يرأسها عبدالحميد الدبيبة.
وأرجعت اللجنة سبب الرفض إلى كون هذه الأدوية غير معروفة المصدر وغير مسجّلة؛ مما يثير الشكوك حول فعاليتها وأمانها.
تضرّر المرضى
استدلّت اللجنة العلمية بقسم الباطنة وأمراض الدم بالمعهد القومي لعلاج الأورام بمصراتة على مخاوفها، بأن هذه الأدوية تسبّبت في حساسية لدى عدد من المرضى الذين تمت تجربتها عليهم، كما أدّت إلى تدهور حالة مرضى آخرين، وظهور أعراض جانبية خطيرة، في حين أن بعض المرضى الذين استخدموا هذه الأدوية شهدوا تطورا سريعا.
مِن الأورام إلى ضمور العضلات
وفي السياق، أكد أحمد عبدالحكيم حمزة، رئيس المؤسسة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان، أن المؤسسة تابعت ورصدت المعلومات الأوّلية المتداولة حول وجود شبهات فساد في توريد بعض أصناف وأنواع عقاقير وأدوية مُخصّصة لمرضى الأورام، وتسبّبت في تطوّر حالات مرضى الأورام.
وأوضح عبدالحكيم حمزة، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن تلك الأزمة جاءت نتيجة سلسلة تجاوزات، تسبب فيها عدة مسؤولون، حسب ما هو متداول عبر منصّات التواصل الاجتماعي والرأي العام الليبي.
وطالب حمزة النائب العام بالتحقيق في ملابسات وشبهات الفساد في التوريد من جانب جهاز الإمداد الطبي، ومن خلال اللجنة الفنية للعطاء العام، واللجنة العُليا لتسجيل الشركات في وزارة الصحة، وشركات توريد غير معروفة في توريد الأدوية.
كما طالب بعرض عينات من الأدوية على مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وعلى مختبرات الأدوية المتخصّصة، لبيان نوعية وجودة الأدوية محل الاشتباه، ومدى تماثلها مع الصفات المسجّلة للدواء ذاته، بما في ذلك توافقها مع المواصفات المعتمدة في دساتير الأدوية، وعلى الأخص دستور الأدوية البريطاني، والمواصفات القياسية المعتمدة لجودة الأدوية ومأمونية استعمالها للمرضى.
وعن مشكلة الإهمال في الرعاية الطبية بشكل عام، تحدّث رئيس المؤسسة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان عن أن المؤسسة رصدت أيضا تسجيل وفاة الحالة التاسعة من مرضى ضمور العضلات، في أقل من 3 أشهر، جراء الإهمال في أداء الواجب.
وحسبما ينقل حمزة عن رابطة ضمور العضلات في ليبيا، فإن الطفلة دارين المهدي سالم الصيد، إحدى مريضات الضمور المستهدفين بالحقن الجيني، توفّيت نتيجة تأخر الحقن الجيني وانقطاع دواء "ريسدبلام" (Risdiplam)، إذ بلغت عاما وشهرين و9 أيام، وهي في قائمة الانتظار.
نقص الأدوية والأجهزة
من ناحيته، أكد مدير مكتب الإعلام بالمعهد القومي لعلاج الأورام في مصراتة، أحمد زقوط، أن المعهد يعاني نقصا في الأجهزة والأدوية والمشغلات، إضافة إلى الحاجة للصيانة الدورية للأجهزة.
وأوضح، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنّ الميزانيات التي تصل للمركز، لا تكفي مقابل الخدمات التي تُقدَّم للمرضى من كل المدن الليبية، لافتا إلى أن المركز يستقبل نحو 75% من المرضى من خارج مدينة مصراتة، بسبب عدم وجود مراكز متخصصة في بلدياتهم، ونقص بعض الأنواع من الجرعات.
ونبّه مدير مكتب الإعلام إلى أن المرضى يضطرون لتوفير جرعاتهم غير الموجودة في المركز عن طريق القطاع الخاص، لكنها تكون أقل جودة وبأسعار مرتفعة.
ورغم أن الكوادر الطبية موجودة في المركز، لكن الإشكالية في توفير أجهزة خاصّة بالأشعة والتحاليل، وعدم وجود صيانة دورية، والضغط الحاصل على ما يعمل منها، وفق المسؤول الصحي.
وتُعاني منطقة غرب ليبيا سيطرة المليشيات المسلحة عليها، وعلى الكثير من المؤسسات والموارد، ووسط نزاعاتها الدائمة على النفوذ، تعطّلت الكثير من الخدمات ومشروعات التنمية.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg
جزيرة ام اند امز