«أسبوع الآلام» في طرابلس.. الليبيون يعانون نقص الخدمات والإهمال
شهد الليبيون في الغرب الليبي، خاصة طرابلس، ما وُصف بأنه "أسبوع الآلام"؛ نتيجة استمرار انقطاع الكهرباء، وما كشفه هطول الأمطار من تردٍّ في شبكة الطرق، ومخاوف من مصير السدود المفتقدة للصيانة والتأمين.
ودفعت الأوضاع سكان منطقة عين زارة للخروج في تظاهرات غاضبة، معبّرين عن استيائهم من الانقطاعات المستمرة للكهرباء، والتي تصل يوميا إلى أكثر من 7 ساعات، وأحيانا تتكرر مرتين خلال 24 ساعة.
كما شهدت بعض الطرق انجرافات نتيجة لضعف البنى التحتية الذي أظهره سقوط الأمطار، كما حدث في طريق مشروع عبارة وادي المجينين في منطقة ترهونة بعد جريان الوادي، وطريق مطار العاصمة.
وأكد صحة هذه الشكاوى تصريحات صحفية أدلى بها مسؤول الدراسات في المركز الوطني للأرصاد الجوية، خالد الفاضلي، والتي جاء فيها أن ليبيا تعاني ضعف الإمكانات وهشاشة البنى التحتية، وأنّ السدود والأودية في خطر بعد تعرّضها للتخريب، كما وجَّه تحذيرات إلى السلطات الحكومية بحاجتها لصيانة عاجلة.
حوادث السير
انعكس ضعف البنية التحتية، فيما يخص شبكة الطرق، على تكرار حوادث السير، وما نجم عنها من وفيات خلال موجة الأمطار التي ضربت البلاد.
وأفاد رئيس مرور طرابلس، اللواء عبدالعال وادي، في بيان، بأن طريق مطار طرابلس، جنوبي العاصمة، شهد 5 حوادث متفرقة لـ10 سيارات وشاحنة نتيجة هطول الأمطار، وتسبّب خلط الزيوت المنسكبة في حدوث انزلاقات في الطرق.
إلا أن شهود العيان يؤكّدون أن حوادث مرورية متفرقة في الطريق تجاوزت 40 سيارة مع بداية هطول الأمطار، بجانب وجود شاحنة مقلوبة تحت كوبري الفروسية في نفس الطريق.
أزمة البنوك
كما ألقت أزمة بنك ليبيا المركزي بظلالها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لليبيين؛ إذ انتظمت طوابير من المواطنين أمام البنوك في انتظار السيولة النقدية لصرف رواتبهم.
وبدوره، شهد الدينار الليبي انهيارا في الأسواق أمام الدولار؛ ليصل سعر الدولار الواحد في السوق الموازية إلى 7.70 دنانير، وسط مخاوف من استمرار ارتفاع الدولار وانهيار الوضع الاقتصادي.
وظهرت أزمة البنك المركزي عقب قرار المجلس الرئاسي (وهو جزء من السلطة التنفيذية ومقره طرابلس) في أغسطس/آب الماضي، بإقالة محافظ البنك، الصديق عمر الكبير، وتعيين محافظ آخر، وهو ما رفضه مجلس النواب ومجلس الدولة اللذان اعتبرا أمر الإقالة والتعيين من اختصاصهما، وليسا من اختصاص "الرئاسي".
وأعقب ذلك، فرار الصديق الكبير إلى الخارج؛ خوفا من تعرضه لعدوان من المليشيات المسلحة، وفق تصريحات صحفية أدلى بها قبل أيام، ونجم عن الأزمة اضطرابات في تعاملات البنك بالداخل والخارج.
جرائم فوضى السلاح
مع استمرار فوضى انتشار السلاح في غرب ليبيا عامة وطرابلس خاصة، يتواصَل ارتفاع معدل الجرائم؛ فإلى جانب قضية اغتيال المطلوب دوليا، عبدالرحمن ميلاد، الشهير بالبيدجا، والمتهم فيها القائد المليشياوي البارز محمد بحرون المعروف بـ"الفار"، يحقق النائب العام الليبي في العديد من جرائم القتل.
ومن أبرز هذه الجرائم، واقعة قتل المواطن عبدالمهيمن عز الدين الفلاح، والمتّهم فيها منسوب لجهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية، إحدى المليشيات بالعاصمة، وأحال النائب العام، الأحد، المتهم إلى القضاء، كما طلبت النيابة محاكمة ضابط ضلّل تحقيق واقعة القتل المنسوبة إلى زميله.
كما يجري التحقيق في واقعة إغارة 13 شخصا على دار أسرة المواطن ضوء عمر بليبلو؛ وزوجته وحفيده، باستعمال بندقيات رشاشة، فتحت نيرانها في وجه الضحايا.
وضمن قضايا الفساد، أمر النائب العام، الأربعاء، بحبس مدير سابق لمستشفى علي عمر عسكر، في ترهونة جنوب طرابلس، ومسؤولي الشؤون الإدارية والعلاقات في المستشفى؛ إذ وجّهت لهم تهمة وضع وثائق رسمية تفيد تسلُّم المؤسسة العلاجية معدات ومستلزمات طبية على خلاف الحقيقة، وصرف قيم مالية بالمخالفة للقواعد المنظمة لأوجه صرف المال العام؛ وعدم تناسُب ثمن خدمات الإعاشة المُتعاقد عليها مع الخدمة التي قدّمتها أداة التنفيذ لفائدة المرضى.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز