«اختبار الحمض النووي الكوني» للثقوب السوداء.. تفاصيل مثيرة
تمكن فريق من العلماء بقيادة باحثين من جامعة كارديف البريطانية من ابتكار طريقة جديدة لتحديد أصول الثقوب السوداء العملاقة من خلال دراسة دورانها، وتم الإعلان عن تفاصيل تلك الطريقة بدورية "فيزيكال ريفيو ليترز".
وباستخدام موجات الجاذبية، يمكن الآن للعلماء تتبع كيفية نشوء هذه الثقوب السوداء ونموها عبر سلسلة من الاندماجات، وذلك بشكل مشابه لاختبارات الحمض النووي التي تُستخدم لتحديد أصول البشر.
وتمامًا كما قد يرث الطفل عيون والده أو ابتسامة والدته، فإن طبيعة دوران الثقوب السوداء يمكن أن تحمل "إشارات" عن أصولها، فعلى سبيل المثال، إذا اندمجت ثقوب سوداء صغيرة مع بعضها البعض عدة مرات في بيئة نجمية كثيفة، فإن نمط دوران هذه الثقوب السوداء العملاقة قد يحمل دلالات على هذه العملية، يُشبه الأمر معرفة أن الطفل ولد في مكان معين بناء على الحمض النووي الذي يربطه بأسرته.
وعندما تتسارع الثقوب السوداء أثناء دورانها حول بعضها البعض قبل الاندماج، تُصدر موجات جاذبية تحمل معلومات حول كتلتها وسرعة دورانها، يمكن تشبيه هذا مثل محاولة فهم أصول شخص من خلال مراقبة طريقة مشيه أو حركاته المميزة.
وباستخدام هذه الموجات، اكتشف العلماء أن الثقوب السوداء الأكبر حجما تتغير أنماط دورانها بمجرد تجاوزها لكتلة معينة، وهذا التغيير يشير إلى أن تلك الثقوب قد تكون تشكلت من سلسلة من الاندماجات في تجمعات نجمية كثيفة.
ولتوضيح هذه العملية، تخيل أنك تشاهد أحجار دومينو وهي تسقط واحدة تلو الأخرى، في البداية، قد تكون الأحجار صغيرة وسهلة الدفع، ولكن عندما تستمر في الاندماج مع بعضها، تتزايد قوة وحجم سقوطها، وفي النهاية، يصل حجر دومينو كبير إلى السرعة القصوى ويحدث تصادم كبير.
بطريقة مشابهة، تتسارع الثقوب السوداء أثناء اقترابها من بعضها البعض، وتصدر موجات الجاذبية التي يمكن للعلماء رصدها وتحليلها لمعرفة ما حدث خلال هذه السلسلة من التصادمات.
ومع تطور التكنولوجيا مثل "تلسكوب أينشتاين" القادم و"ليزا" الذي سيعمل في الفضاء، سيتمكن العلماء من جمع بيانات أكثر دقة عن هذه الثقوب السوداء، مما سيساعد في فك المزيد من الألغاز حول كيفية تشكلها وتطورها.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMTEg جزيرة ام اند امز