زوجان نجيا من مذبحة لاس فيجاس وماتا في حادث سيارة
الزوجان كارفر لم يدركا بعد أن كتب الله لهما النجاة من مذبحة لاس فيجاس أن القدر يمهلما بضعة أسابيع لوداع ابنتيهما وأفراد أسرتيهما
عندما اندلع إطلاق النار في لاس فيجاس مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فيما وصف بأنه أكثر حادث إطلاق نار جماعي دموية في التاريخ الأمريكي الحديث، قام دينيس كارفر بحماية زوجته لورين من الرصاص وقادها إلى بر الأمان، بينما كان الآخرون يتعرضون لإطلاق النار من حولهم.
- بالصور.. 3 أسلحة محتملة استخدمها منفذ هجوم لاس فيجاس
- مجلة أمريكية: داعش قد يكون وراء "مذبحة لاس فيجاس"
لكن الزوجين المتحابين لم يدركا بعد أن كتب الله لهما النجاة من تلك المذبحة أن القدر يمهلهما بضعة أسابيع ينعمان فيها بالعيش سويا ومع ابنتيهما وأفراد أسرتيهما كانت أقرب إلى فترة وداع.
"نحن بخير" بتلك الكلمات طمأنت لورين كارفر أو (لورا) ذويها وأصدقائها في رسالة نشرتها على صفحتها بموقع "فيسبوك" في تلك الليلة، وكتبت "صلوا من أجلنا جميعا".
وفي أعقاب إطلاق النار، كتبت واحدة من بنات عائلة كارفر، بروك كارفر، على "فيسبوك" أن "والديها كانا في مهرجان (روت 91 هارفست) لموسيقى الريف تلك الليلة، وكانا يقفان مباشرة حيث تم إطلاق الرصاص، وأصيب رجل مسكين بجوار والدي برصاصة في ساقه".
وبعد أسبوعين فقط، وقعت مأساة عائلة كارفر، حيث لقي لورين ودينيس مصرعهما في حادث عندما انحرفت سيارتهما عن الطريق واصطدمت بعامود خرساني ما أدى إلى تحطم المحور الخلفي وخزان الغاز، وبعد ذلك، انحرفت السيارة مجددا واصطدمت بعامود خرساني آخر، وبعد ذلك انقلبت واشتعلت فيها النيران، وفقا لما ذكرته الشرطة.
وقال ويليام ستروم من دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا التي تشرف على التحقيق، إن عائلة كارفر (الأب والأم) كانا بمفردهما في السيارة ولم يعرف سبب الحادث.
وبعد أن أصبحت بروك كارفر وشقيقتها فجأة بدون والديهما يواجهان مشاق الحياة بمفردهما، قالت بروك كارفر في تدوينة نشرتها على صفحتها بموقع "فيسبوك" في 20 أكتوبر/تشرين الأول: "والدانا الرائعان والمدهشان والقويان تعرضا لحادث سيارة مأساوي ومميت في نهاية الشارع القريب من منزلي".
وأضافت "والدانا لم يكن بمقدورهما القيام بالمزيد من أجلنا، ولقد تحققا بالفعل من أن لدينا كل شيء وكل ما يمكن أن نتمناه، بما في ذلك الحب الذي سيستمر مدى الحياة".
ووصفت بروك كارفر أمها بأنها "مفعمة بالحياة، تضحك وترقص دائما، وجعلت حياتنا ما هي عليه اليوم".
وتابعت "كانت تحضر كل مسرحية مدرسية، وكل مباراة كرة قدم، كل منافسة مثيرة، كل يوم من أجل أي شيء، كانت هناك".
وعن والدها، قالت إنه "كان أقوى رجل عرفناه أو سنلتقيه في حياتنا على الإطلاق.. كان يجهد نفسه في العمل ويبذل جهدا شاقا على نحو لا يصدق ذهابا وإيابا كان كل شيء بالنسبة لي وأختي".
وزادت "لقد كانا أكثر الناس امتنانا وسخاء وقوة، نحن نعلم أنهما ينظران إلى أسفل لنا ويوجهاننا من فوق"، مضيفة: أنا وشقيقتي "نحبكما أكثر من أي شيء".
وأردفت "أشكركما على إعطائنا الحياة المباركة التي نعيشها، وشكرا لتعليمنا كل ما نحتاجه لبقية حياتنا خلال 16 و20 سنة قصيرة".
واختتمت بالقول "كل شيء كان دائما درسا معك يا أبي، والآن أعرف لماذا يا أمي كنت دائما تحولين كل شيء إلى حفل، ونحن لا يمكننا أن نكون أكثر امتنانا لنملك كل تلك الذكريات، ونحن نحبكما، ولا نطيق أن ننتظر لنراكما مجددا".
ونفذ مسلح أمريكي، يوم 1 أكتوبر/تشرين أول الجاري، هجوما على حفل موسيقي في لاس فيغاس بولاية نيفادا (غرب)، متسببا في مقتل 59 شخصا وجرح أكثر من 527 آخرين.