"الكسكسي".. ملك الأطباق المغاربية تراث عالمي بختم اليونسكو
صنفت منظمة "اليونسكو" رسمياً، طبق الكسكسي المغاربي ضمن التراث العالمي بعد أكثر من عام على تقديم الملف.
وقدمت أربع دول مغاربية، هي الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس، للمرة الأولى، ملفا مشتركا بعنوان "الكسكسي: المعارف والمهارات والطقوس"، في 8 أبريل/ نيسان 2019.
- الجزائر تسحب ملف تصنيف الراي تراثا عالميا لـ"ضعف أسباب نجاحه"
- "الزفيطي".. أكلة جزائرية تتحدى الزمن بـ"طقوس خاصة
أقدم طبق تقليدي
"الكسكسي" من أقدم الأطباق التقليدية والشعبية في منطقة شمال أفريقيا، وتذكر الأبحاث أن تاريخه يعود لآلاف السنين، وتحديداً إلى عهد الملك الأمازيغي "ماسينيسا" الذي حكم الجزائر من 238 قبل الميلاد إلى 148 قبل الميلاد.
وأرجع العلماء تاريخ الكسكسي إلى الأدلة المادية التي تم العثور عليها والتي أكدت بأن السكان الأصليين للمغرب العربي كانوا يتناولون هذا الطبق.
وأكد كتاب "تاريخ شمال أفريقيا" للمؤرخ الفرنسي شارل أندري أن أواني الطبخ المستخدمة في تحضير الكسكسي وجدت في قبور السكان الأصليين المعروفين باسم "البربر"، واعتبر ذلك الاكتشاف أقدم وأهم دليل مادي على تاريخ الطبق.
ملك المائدة المغاربية
ويعد طبق الكسكسي الأكثر رواجاً في جميع دول المغرب العربي بل القاسم المشترك بين كل شعوبها، رغم اختلاف بعض مكوناته وطرق تحضيره.
ويتميز الكسكسي بتنوعه، إذ تذكر دراسات بأنه توجد بالجزائر أكثر من 300 طريقة لإعداده، وتشكل البهارات والتوابل أحد أهم العناصر التي تميز بين نكهة الطبق بين دولة وأخرى.
وتختلف طريقة تحضير الكسكسي من دولة لأخرى ومن ولاية لأخرى، وحتى من مدينة صغيرة إلى أخرى، ولكل طريقة في إعداده حسب عادات وتقاليد المنطقة.
ومن بين تلك الأنواع، يوجد كسكسي الخضار مع مختلف أنواع اللحوم، المسفوف، كسكسي التمر، كسكسي النقانق، كسكسي الفول بزيت الزيتون، كسكسي الشعير، كسكسي السمك وفواكه البحر، وغيرها.
أسماء مختلفة لطبق اللمة
ويحضر الكسكسي بحبات القمح الصغيرة التي يتم تحضيرها بطريقة خاصة جدا تسمى "الفتيل"، والتي حرصت العائلات منذ عشرات السنين على إعدادها منزلياً بوسائل تقليدية.
إلا أنه في السنوات الأخيرة ألغت الشركات تلك العادة إذ بات اقتناء الكسكسي الجاهز أسهل ولاسيما أنه متوفر بأثمان معقولة.
ولتحضير حبات الكسكسي، كانت العائلات تقيم ما يشبه "الأفراح" لإعداد "عولة العام" أي "مؤونة عام كامل"، وتجتمع نسوة العائلة أو الجيران في منزل واحد، ويشرعن في تحضيرها، على صدى أغانٍ تراثية
ويتطلب التحضير أنواعاً مختلفة مما يسمى بـ"الغربال" وصينية كبيرة، وقدراً خاصاً كبيراً يسمى "الكسكاس" يستعمل لتبخير حبات الكسكسي.
ويطغى اسم "الكسكسي" أو "الطعام" على تسمية الطبق في معظم الدول، لكن تتميز بعض المناطق بتسمية أخرى، إذ يسمى في شرق الجزائر على سبيل المثال بـ "البربوشة" وباللهجة القبائلية الأمازيغية "سسكسو".
ويعتبر الكسكسي الطبق الحاضر الدائم في أفراح وأتراح كل دول المغرب العربي، سواء في الأعراس أو المناسبات الدينية أو في العزاء.
وفي حفلات الزفاف يكون طبق الكسكسي عادة بالمرق الأبيض وبعضها بالأحمر، أما في العزاء فيكون أبيضاً أيضاً، فيما تعتبر مناطق جزائرية أخرى وفق أساطير قديمة أن المرق الأبيض "فأل سيء".
ومنذ نهاية القرن الماضي، بات طبق الكسكسي المغاربي منتشراً في كثير دول العالم، وتوفره كبرى الفنادق العالمية لزبائنها، خصوصاً الأوروبية منها.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA=
جزيرة ام اند امز