"الأيام العجاف" تنتظر بايدن عند عتبة البيت الأبيض
مع وضع قدمه داخل البيت الأبيض، يتوقع أن تشهد أول أيام الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في منصبه عدة أزمات وجب عليه حلها سريعا بعد تنصيبه اليوم الأربعاء الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن أول أيام بايدن بالمنصب ستهيمن عليها الأزمات من بينها جائحة فيروس كورونا المستجد، والطوارئ الاقتصادية، بالإضافة إلى تداعيات أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول بينما يواجه سلفه إجراءات المساءلة بمجلس الشيوخ.
وطبقًا للشبكة الأمريكية، كثيرًا ما يتحدث بايدن عن الحاجة لاستغلال أول 100 يوم لإحراز تقدم كبير بشأن التحديات التي تواجه البلاد، لكن العثور على تعاون من الحزبين في إدارته قد يكون بعيد المنال.
وقال بايدن الأسبوع الماضي إن البلاد تمر بأزمة معاناة إنسانية عميقة عندما كشف عن مشروع قانون تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار طلب من الكونجرس تمريره سريعًا.
لكن مجلس الشيوخ لديه جدول مزدحم بالفعل، إذ سيتعين على المشرعين إيجاد الوقت لمناقشة مشروع القانون، والتصديق على مرشحي الوزارات الذين اختارهم بايدن، والتعامل مع بند المساءلة الذي تمت الموافقة عليه الأسبوع الماضي في مجلس النواب، فضلًا عن المحاكمة التي قد تبدأ قريبًا.
وأشارت "إن بي سي نيوز" إلى أن بايدن لم يتخيل أيامه الأولى بالمنصب بهذا الشكل منذ عام عندما كان يناضل من أجل الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي له للرئاسة.
آنذاك، تحدث الرئيس المنتخب عن تعديل سياسات الهجرة، وبناء التحالفات بالخارج، والتصدي لأزمة تغير المناخ.
لكن يجب تأجيل أي مبادرات، إذ إن هناك أكثر من 400 ألف شخص فقدوا حياتهم بسبب "كوفيد-19"، وهناك نحو 11 مليون أمريكي يتلقون إعانات البطالة.
كان بايدن قد تعهد بالإشراف على إعطاء 100 مليون لقاح كورونا المستجد خلال أول مائة يوم بالمنصب، وهو ما يقول عنه مسؤولون بالفريق الانتقالي إنه هدف يمكن تحقيقه بالرغم من أن وعد إدارة دونالد ترامب بتوزيع اللقاحات كان أبطأ من المتوقع.
وستشكل إمدادات اللقاحات والمكونات والمواد مشكلة، وقال مسؤولون بالفريق الانتقالي إن بايدن يخطط لاستخدام قانون إقرار الدفاع لتسريع الإنتاج.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، سيرث بايدن اقتصادًا غير قادر على التعافي من الجائحة، مع بلوغ معدلات البطالة نحو 7% منذ شهور. ويريد الرئيس المنتخب من الكونجرس تمرير حزمة إغاثة أخرى لـ"كوفيد-19" بقيمة تريليون دولار.
وتتضمن خطة بايدن مدفوعات مباشرة بقيمة 1400 دولار لكل شخص، وبرنامج تأمين ضد البطالة بقيمة 400 دولار في الأسبوع.
وبينما لم تعد خطط إصلاح سياسات الهجرة والمناخ أولى الأولويات، وعد بايدن بعكس بعض من أكثر سياسات ترامب إثارة للجدل.
وقال رون كلين كبير موظفي جو بايدن بالبيت الأبيض إنه في يوم التنصيب سيوقع الرئيس المنتخب عددا من الإجراءات للتصدي لأربع أزمات، هي: "كوفيد-19"، والاقتصاد، وتغير المناخ، وعدم المساواة العرقية.
وستتضمن إجراءات أول يوم بالمنصب مطالبة وزارة التعليم بتمديد توقيف مدفوعات قروض الطلاب والفوائد، والعودة لاتفاق باريس للمناخ، والانقلاب على "حظر" السفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وإصدار أمر رسمي بارتداء الكمامات أثناء السفر بين الولايات وداخل المباني الفيدرالية.
وفي ثاني أيام المنصب، قال كلين إن بايدن سيوقع عددًا من الإجراءات التنفيذية لتغيير مسار أزمة "كوفيد-19"، وإعادة فتح المدارس والمشاريع التجارية بأمان، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لتخفيف تفشي الفيروس عن طريق توسيع نطاق الاختبارات، وحماية العمال، ووضع معايير واضحة للصحة العامة.
ومن المتوقع أيضًا أن يقترح بايدن مشروع قانون من شأنه التمهيد لحصول 11 مليون مهاجر على الجنسية ممن يعيشون داخل البلاد بدون وضعية قانونية.
وفيما يتعلق بإجراءات المساءلة، فلم يدخل رئيس البيت الأبيض وهو مضطر للموازنة بين إعداد أجندته التشريعية والتنفيذية خلال مساءلة مجلس الشيوخ لسلفه.
وقد تفرض محاكمة ترامب قواعد صارمة من شأنها تأخير التصديق على مجلس وزراء بايدن.