إن العرب بأمس الحاجة للسلام اليوم، في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان.
وهذا السلام المنشود يمثل الأمل بمستقبل أفضل، مستقبل يعطي الأطفال والشباب والكبار والصغار فرصة للعيش بكرامة.
وإذ يمتاز الخطاب السياسي والدبلوماسي الإماراتي دوماً بتفرده في طرح مفاهيم التسامح، فإن التعاطف والتآزر مع القضية الفلسطينية العادلة متأصل لدى قيادة وشعب الإمارات.
ولا يحتاج الإماراتي إلى من يزايد عليه في هذا الموضوع، لا سيما أن الأولوية اليوم لوحدة الصف العربي ووقف العنف ضد المدنيين والعمل السياسي لإنهاء الاحتلال، والكل يعلم علم اليقين بأن المعاناة الفلسطينية وعبر السنوات تم استغلالها على حساب هذا الشعب المناضل.
وحين تقف الإمارات كدولة وشعب مع الحق الفلسطيني ومع إنهاء مظاهر الاحتلال الإسرائيلي فإنها تقرن الأفعال بالأقوال، وتمارس من خلال علاقاتها القوية بدول الشرق والغرب نفوذاً إيجابياً، يعلي من مكانة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة.
وأما حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين فلا تزال الإمارات تنادي به في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وهي بصفتها دولة رائدة ضمن منظومة العمل العربي الخليجي المشترك تؤكد ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وهذا الموقف التاريخي والمبدئي لا يتزحزح عن القادة الإماراتيين منذ نشأة الاتحاد على يد الشيخ زايد وإخوانه رحمهم الله، وصولاً إلى رئيس الدولة الحالي الشيخ خليفة وولي عهده الشيخ محمد بن زايد وبقية حكام الإمارات العربية المتحدة.
وكم هي محزنة تلك حفلات السب والشتائم التي يراها العالم ضمن حروب أهلية عربية إقليمية لا تنتهي؛ لأنها في النهاية تهدف إلى خلق الانقسام بين شعوب المنطقة، واستغلال قضية الشعب الفلسطيني لحسابات ضيقة لا تليق بهم ولا بحاضرهم.
والتقارير الدولية لوكالات إغاثية وإعلامية معروفة وثقت ذلك النشاط الإماراتي الإنساني الهادف لمساعدة فلسطين من قبل أبوظبي، لا سيما خلال جائحة كورونا، حين أرسلت دولة الإمارات اللقاحات إلى قطاع غزة والضفة الغربية، حرصاً منها على حياة المواطن الفلسطيني.
وهذا كله نتاج طبيعي لمنهجية الإمارات الفاعلة في التصدي لجائحة الكورونا وغيرها من الآفات الفتاكة سياسياً ومجتمعياً داخل الجسم العربي، مع المحافظة بطبيعة الحال على تشجيع جميع الأطراف المتخاصمة في الناطقة على الحوار والمفاوضات التي ينتج عنها السلام المستدام.
وإذ تدير الإمارات -وبكل اقتدار- التوازن الناجح بين الأولويات الصحية والاقتصادية داخل حدودها، فإن تبدي دوماً حرصها الشديد على زرع بذور التفاهم بين الشعوب، فلا بد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن يصل إلى نهايته، تحت عناوين الحقوق المتبادلة، ومبادرة السلم الإقليمي الناجحة والقادرة على جسر الهوة وإقناع الجانبين بعلاقات حسن الجوار.
وكما قال الشيخ محمد بن زايد في تغريدته الأخيرة حول عيد الفطر السعيد، بأن هذه المناسبة يجب أن تكون مليئة بالخير والسلام ومحبة لشعب الإمارات والشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع، فإن أي عربي ومسلم وعاقل في العالم يتفق معه في ذلك، بل هو تواقٌ لإنهاء الحروب وإيقاف نزيف الدماء الحاصل دون أسباب جدية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة