أزمة ليبيا.. مسارات تفاوضية "ثنائية الاتجاه" تنتظر "محطة النهاية"
"العين الإخبارية" تستعرض أهم المسارات التفاوضية الجارية للوصول إلى نقاط اتفاق حول الأزمة الليبية
تتعدد الجهود الدولية المختلفة لحل الأزمة الليبية على مستوياتها المتعددة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وتجري في العديد من مدن دول العالم المختلفة مفاوضات ومحادثات لتقريب الرؤى أو الاتفاق بشأن مستقبل البلاد القريب.
وتستعرض "العين الإخبارية" أهم المسارات التفاوضية المختلفة الجارية للوصول إلى نقاط اتفاق وتقريب الرؤى حول الأزمة الليبية.
برلين 2
يناير 2020، رعت ألمانيا والأمم المتحدة مؤتمرا دوليا في برلين حول الأزمة الليبية، دعت له رؤساء وزعماء الدول المعنية بالشأن الليبي، وخرجت بعدة توصيات تم التصويت عليها واستصدارها في قرار لمجلس الأمن الدولي، أهمها إخراج المرتزقة الأجانب والمقاتلين وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
كما تمخض عن مؤتمر برلين 1 الدعوة إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، والعمل بشكل بناء في إطار اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”، للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد والهجمات على منشآت النفط وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحّدة وحظر توريد السلاح.
وتضمن حل الأزمة وفقا لإعلان برلين 3 مسارات تفاوضية سياسية وعسكرية واقتصادية توقفت فيما بعد إلى أجل غير مسمى.
وقررت ألمانيا والأمم المتحدة وفقا لما أعلنه فرحان حقي نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن عقد مؤتمر جديد بشأن ليبيا عبر تقنية الإنترنت في الخامس من أكتوبر المقبل برعاية الأمم المتحدة والحكومة الألمانية.
من المقرر أن يحضره الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية عدد من الدول فضلا عن ممثلي طرفي النزاع في ليبيا، وسيتم دعوة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية للمشاركة في الاجتماعات.
الغردقة والقاهرة
وانطلاقا من دور مصر التاريخي وحفاظا على أمنها القومي كان إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي خط الجفرة سرت كخط أحمر لأي تقدم عسكري.
وأدى هذا الإعلان إلى إسكات البنادق ليعلو صوت السياسة، وأعلنت مصر إعلان القاهرة الذي رسم حلا شاملا للأزمة الليبية يقوم على إنشاء مجلس رئاسي جديد وتوزيع عادل للثروات.
واستقبلت مصر الوفود السياسية والقبلية من الشرق والغرب الليبي وسعت لتقريب وجهات النظر وإقناع الجميع بالحل السياسي التفاوضي للوصول إلى إنهاء الأزمة، ومن ضمن هذه الوفود وفد من حكومة السراج ومجلس الدولة.
كما رعت مصر منذ 27 سبتمبر حوارات بين قيادات عسكرية وأمنية ليبية تمثل شرقي وغربي البلاد، للاتفاق على المسارين العسكري والأمني في مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر،
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ"العين الإخبارية" إن الاجتماعات ناقشت التمهيد لاستئناف المشاورات العسكرية 5+5 برعاية البعثة الأممية والتي ستستضيفها القاهرة الأيام المقبلة، فضلا عن إنشاء لجنة عسكرية موسعة، لبحث دعم المؤسسة العسكرية.
وحول الملف الثاني الذي تتناوله اجتماعات الغردقة، أفادت المصادر بأنها ستبحث المسار الأمني المتعلق بمدينة سرت، والاتفاق حول إنشاء لجنة أمنية من الشرق والغرب مهمتها الاتفاق على تشكيل قوة مشتركة لتأمين مقر الحكومة الجديدة في سرت.
ووقع المشاركون في الاجتماع على مذكرة تفاهم أولية تنص على تشكيل هيئة عسكرية تضم جميع الطوائف الليبية،
وتضمن الاتفاق بين فرقاء ليبيا أيضاً خلال اجتماعاتهم بالغردقة، توزيع المناصب العسكرية بحسب الأقاليم الليبية، ضمن خطط دمج أبناء البلاد في مؤسسة عسكرية موحدة، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المختلفة.
ومن المقرر أن تعرض اللجان العسكرية الليبية بالغردقة توصياتها للبعثة الأممية، حيث إن إنشاء قوة ليبية للتدخل السريع من الجيش والشرطة، مهمتها حماية مقر الحكومة ومنشآت النفط.
بوزنيقة
حاول المغرب الذي عقد فيه الاتفاق السياسي -الصخيرات- أن يرعى مؤتمرا جديدا لتقريب وجهات النظر بين مجلس النواب المنتخب ومجلس الدولة الاستشاري الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان.
وعقد لقاء بين وفدي المجلسين في 5 و6 سبتمبر تم الاتفاق فيه على طريقة اختيار مرشحي المناصب السيادية التي تخص المؤسسات الكبرى التابعة للدولة ومنها المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي ودائرة المحاسبات والنيابة العامة القضائية.
وكان من المقرر أن تعقد الجولة الثانية للحوار الأحد 27 سبتمبر ثم تم تأجيلها فيما بعد -لأسباب لوجيستية حسبما تم الإعلان حينها- لكن تم إرجاؤها للمرة الثانية أمس الثلاثاء 29 سبتمبر، دون إبداء الأسباب، وسط أنباء عن تغيير أعضاء وفد مجلس الدولة المشارك في الجولة الثانية لمفاوضات المغرب.
وطالب وفد مجلس النواب بتحديد جدول الأعمال وسبب تغيير الوفد المقابل.
وقال السفير الليبي في المغرب، عبدالمجيد غيث، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري قد يحضران التوقيع على الاتفاق النهائي الخميس المقبل إذا أحرزت المفاوضات تقدما.
جنيف
من المقرر أن يعقد في جنيف السويسرية 15 أكتوبر القادم مؤتمرا للجنة الحوار يتم فيه الإعلان عن مخرجات هذه الاتفاقات وتشكيل المجلس الرئاسي الجديد والحكومة.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن هنالك توافقا مبدئيا على غالبية ما سيتم طرحه، كما كشف المصدر لـ"العين الإخبارية" أنه سيعرض على المشاركين 3 بدائل تمثل خيارات ثلاثة للمجلس الرئاسي الجديد والحكومة الجديدة.
وتابع أن الخيار الأول والرئيسي، المجلس الرئاسي المستشار/ عقيله صالح العبيدي رئيسا، وعبدالمجيد غيث سيف النصر نائبا، وخالد عمار المشري نائبا، ورئاسة الوزراء فتحي علي عبدالسلام باشاغا رئيسا، ومحمد محمود البرغثي عضوا، وموسى بلكاني الكوني عضوا.
وأضاف المصدر أن الخيار الثاني وهو البديل الأول، المجلس الرئاسي أحمد عمر أحمد أمعيتيق رئيسا، عبدالله عثمان عبدالله عبدالرحيم نائبا، عبدالجواد فرج العبيدي نائبا، ورئاسة الوزراء محمد معين منصور الكيخيا رئيسا، ومحمد علي أحويج نائبا، وبداد قنصو مسعود نائبا.
واختتم أن الخيار الثالث .. وهو البديل الأخير، المجلس الرئاسي عبدالله سالم البدري رئيسا، الشيباني بوهمود المقرحي عضوا، عثمان عبدالجليل محمد عضوا، ومجلس الوزراء المهندس محمد خالد الغويل رئيسا، المنصف محمود الشلوي نائبا، أسامه محمد عثمان الصيد نائبا.
سرت 2
في التاسع عشر من سبتمبر الجاري أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي استئناف تصدير النفط وفقا لاتفاق مع النائب بالمجلس الرئاسي أحمد معيتيق.
وكشف البيان أنه من المقرر أن تشكل لجنة في مدينة سرت يرأسها معيتيق، للإشراف على عائدات النفط، ولكن معيتيق لم يصل إلى المدينة حتى اللحظة.
وتسعى الأوساط الليبية جعل سرت عاصمة للمصالحة، فأعلنت وزارة الخارجية أنها سترعى مؤتمرا للمصالحة "سرت 2" 10 أكتوبر في إشارة إلى مؤتمر سرت الأول عام 1922 لتوحيد الكلمة من كلّ أرجاء ليبيا ضدّ المستعمر.
وأكد وزير الخارجية الليبي عبدالهادي الحويج أنّ التحضيرات تسير على قدم وساق، سعيا للمصالحة الشاملة الذي أكد أنها ليست مفهومًا اجتماعيًا بل سياسيًا، مشدّدًا على أنّ وزارته تعمل على أن يكون هناك منصّة وطنية سياسية لحلّ الأزمة.
ونوه إلى أنه من المقرر أن يدعى له الأعيان والمشايخ وقادة الرأي والمؤثرين والإعلاميين والصحفيين وغيرهم.
الحويج لفت أيضا إلى رغبتهم باتجاه كلّ الأطراف والتيارات والنخب السياسية والزعامات الدينية والعلماء والمحامين معًا في ميثاق شرف يكون للجميع.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز