الملتقى الليبي بتونس.. أسماء إخوانية "تعرقل" ماراثون حل الأزمة
لاقت الأسماء المرشحة للمشاركة في الملتقى السياسي الليبي في تونس انتقادات واسعة بسبب وجود وجوه كثيرة منها تنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ونشرت البعثة الأممية، في بيان لها الأحد، قائمة تضم 75 مشاركا لتمثيل الليبيين في الملتقى السياسي الذي بدأت فعالياته اليوم الإثنين، عبر آلية التواصل المرئي تمهيدا للقاء المباشر في تونس 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومن بين أبرز الأسماء الإخوانية: عبدالرحمن السويحلي، ومحمد الرعيض، ونزار كعوان، ومحمد آدم الفايد، وتاج الدين محمد الرزفلي، وعبدالقادر عمر احويلي، وعبدالمجيد مليقظة، وفوزي رجب العقاب، وفاطمة الزهراء أحمد محمد علي لنقي، وماجدة محمد الفلاح.
وقال خبراء ليبيون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الاختيارات جاءت مخيبة للآمال، حيث تعيد البعثة تدوير الأزمة باستدعاء أسماء كانت سببا رئيسيا فيها.
وشن رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي خالد الترجمان، هجوما حادا على القائمة التي قال إنها "ليست بغريبة، فنحن نعلم موقف البعثة الأممية، والدول الداعمة للإسلام السياسي، من محاولتها إطالة أمد الصراع وجعل الليبيين يدورون في حلقة مفرغة".
قائمة إخوانية بامتياز
وأضاف الترجمان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "القائمة إخوانية بامتياز، ومن لم يكن منها إخوانيا فهو متعاطف معهم، ومن ليس إخوانيا أو متعاطفا معهم فهو ميليشياوي من السهل اصطياده أو سمسار وتاجر مستعد للوقوف إلى جانب من يدفع أكثر، باستثناء بعض الشخصيات التي ربما لا تتعدى اليد الواحدة"، على حد تعبيراته.
وأشار إلى أن "التيار المدني والنخب في شرق وجنوب وغرب البلاد غير ممثلين في القائمة التي يغلب عليها من يتسولون من البعثة الأممية"، مؤكدًا أن "القائمة المعلنة ستذهب بالبلاد إلى مأساة أخرى".
ووصف القائمة بأنها "سيئة بامتياز ولا تمثل النخب الوطنية ولا التيار الوطني على الإطلاق، كما أنها تضم أسماء لا يجب أن تقرر مصير الليبيين، بل ينبغي محاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب وأبرزهم جماعة الإخوان المسلمين".
شهود زور
من جانبه، قال الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، إن "أغلب الأسماء في القائمة أرزقية سيكونون على الأغلب مجرد شهود زور وحشو للصورة التذكارية الأخيرة"، على حد قوله.
وأوضح عقيل، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "القادة الرئيسيين يجيدون ممارسة الزعامة والتوجيه، والبقية يسهل إخضاعهم إلا قلة قد تستطيع الشوشرة لكنها لن تقدر عليهم".
وتابع الباحث السياسي الليبي أن "الأمر الوحيد الواضح أن هناك مساع لتمكين الإخوان من حكم ليبيا من خلال الأمم المتحدة".
قائمة "كومبارس"
النائب البرلماني سعيد امغيب، قال إن "هؤلاء الأشخاص المدرجة أسماؤهم بالقائمة ما هم إلا كومبارس للتوقيع بعد حضور المشهد الأخير فقط"، على حد وصفه.
امغيب أشار إلى أن "هناك احتمالين للحوار المزمع عقده في تونس، الأول أن مخرجاته جاهزة وقد تم الاتفاق عليه مسبقاً وبضمانات دولية تضمن بقاء القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في المشهد مع مشاركة حقيقية للتيار الوطني في السلطة وصنع القرار دون إقصاء في ظل تقاسم عادل للثروة بين كل أبناء الشعب".
ويتمثل الاحتمال الثاني في أن تتحاور هذه الشخصيات مع منح هامش من الحرية يُحْتكم فيه بعد نقاش طويل للتصويت والمغالبة، وبالتالي سيكون المنتج أسوأ من اتفاق الصخيرات، قد ينهي وجود الجيش بل الوطن بالكامل .
وأشار إلى أن "كلا الاحتمالين ليس بهما أي وجود للإرادة الوطنية الحقيقية ولا مؤشرات أو معطيات لعودة السيادة الليبية قريباً والخاسر الوحيد هو المواطن".
تغلغل الإخوان
وانتقد محمد عامر العباني عضو مجلس النواب عن مدينة ترهونة، توجيه البعثة الأممية الدعوة لـ75 مشاركة ومشاركا من ربوع ليبيا، قالت إنهم يمثلون كافة أطياف المجتمع الليبي السياسية والاجتماعية.
العباني قال إن "اختيار من يمثلون الإخوان والمال الفاسد، يساعد في استمرار الفساد وتغلغل الإخوان في مفاصل الدولة".
والمحادثات المنعقدة حاليا هي الأولى في إطار منتدى الحوار السياسي الليبي الذي ستتواصل عبره مناقشة نتائج المباحثات التي تمت في الأسابيع الأخيرة بخصوص الملفات العسكرية والاقتصادية والمؤسساتية.
والمشاركون الـ75 -حسب الأمم المتحدة- ليسوا من كبار القادة في ليبيا وبينهم أعضاء من البرلمانين المتنافسين ونشطاء من منظمات المجتمع المدني.
وتشهد البلاد صراعاً على السلطة بين حكومة الوفاق غير الدستورية المدعومة من النظام التركي ومقرّها طرابلس من جهة، والحكومة والبرلمان المنتخب في شرق البلاد وقيادة الجيش الوطني.
ووقّع طرفا النزاع في ليبيا الجمعة "اتّفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار" بـ"مفعول فوري"، بعد محادثات استمرّت خمسة أيّام في جنيف برعاية أمميّة.