نجم وقميص 17.. موهبة فذة ضلت طريق رونالدو
ريكاردو كواريزما الذي ضل طريق صديقه كريستيانو أحد اللاعبين البارزين الذين ارتدوا القميص رقم 17 بملاعب الكرة.. تعرف على جانب من حياته
يعد البرتغالي ريكاردو كواريزما أحد أبرز اللاعبين الذين امتلكوا موهبة فذة في كرة القدم، لكنه رغم ذلك ينضم إلى قائمة اللاعبين الذين ضلوا طريق المجد والنجاح الموازي لمواهبهم.
كواريزما من مواليد 26 سبتمبر/أيلول 1983 بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وهو أحد هؤلاء الذين ارتدوا القميص رقم 17 في مسيرتهم، حيث حمله في إحدى فتراته مع منتخب البرتغال وكذلك بعد بعودته لبشكتاش التركي.
ورغم ارتداء اللاعب الدولي البرتغالي للقميص رقم 17، فإنه حمل أرقاما عديدة، أشهرها القميص رقم 7 في أغلب فترات مسيرته مع الأندية، بينما لم ينجح في الحفاظ عليه مع منتخب بلاده، لوجود صديقه كريستيانو رونالدو.
صديق رونالدو
مسيرة كواريزما الاحترافية بدأت بعمر 17 عاما مع سبورتنج لشبونة البرتغالي، ليسبق زميله ورفيق دربه رونالدو بالظهور مع الفريق الأول عام 2000.
وعلى مدار موسمين قضاهما مع سبورتنج، سجل الجناح البرتغالي 10 أهداف خلال 74 مباراة، لكن موهبته الفذة جذبت أنظار برشلونة الإسباني، لينضم إليه في صيف 2003 مقابل 6 ملايين يورو.
قصة كواريزما مع البارسا لم تستمر لأكثر من موسم واحد، اكتفى خلاله بتسجيل هدف، ليعلن رغبته في الرحيل طالما ظل المدرب الهولندي فرانك ريكارد على رأس الجهاز الفني.
واستغل نادي بورتو البرتغالي تلك الرغبة ليعيد الفتى الشاب إلى دياره، ضمن صفقة تبادلية، انتقل على أثرها نجم الفريق ديكو إلى برشلونة.
ملك الدراجاو
انفجرت موهبة كواريزما داخل ملعب "الدراجاو" بقميص بورتو على مدار 4 مواسم، فمهاراته وطريقة لعبه كانت جاذبة للأنظار بشدة.
وخلال تلك الفترة القصيرة، قاد كواريزما فريقه للفوز بكل الألقاب المحلية، أهمها التتويج بلقب الدوري البرتغالي 3 مرات متتالية.
مفترق طرق
نجاح كواريزما الباهر مع بورتو دفع مواطنه جوزيه مورينيو للتعاقد معه، فور توليه تدريب إنتر ميلان الإيطالي في صيف عام 2008، مقابل 18.6 مليون يورو.
ورغم البداية المميزة له مع النيراتزوري وإسهامه بهدف فوز فريقه على كاتانيا، إلا أن النجم البرتغالي لم يستثمر ظهوره الأول في تحقيق المزيد، ليفقد ثقة مورينيو، الذي لم يعد يعتمد عليه بكثرة في التشكيلة الأساسية.
حينها برر مورينيو ذلك، بقوله "إنه موهبة رائعة، لكنه لا يعمل بالطريقة ذاتها التي يعمل بها لاعبون أمثال زلاتان إبراهيموفيتش، لذا فهو بحاجة للتعامل، وإلا فلن يلعب، لكني متأكد من تغيره وأنه سيصبح أكثر انضباطا من الناحية الخططية".
واختتم: "إنه يحب ركل الكرة بوجه القدم الخارجي، لكن إذا سألتني عن كواريزما في غضون أشهر قليلة، حينها سنتحدث عن كواريزما مختلف".
وبعد أشهر قليلة، حصل كواريزما على فرصة الانتقال إلى تشيلسي الإنجليزي في منتصف موسم 2008-2009، بناء على رغبة المدرب البرازيلي فيليبي سكولاري.
لكن الإطاحة بسكولاري من منصبه بعدها بأسبوع واحد فقط كانت الطامة الكبرى بالنسبة للجناح البرتغالي، الذي تحول إلى لاعب بديل فور تولي الهولندي جوس هيدينك المهمة بدلا منه.
ولم يستطع كواريزما الظهور سوى في 5 مباريات فقط مع البلوز، ليعود بنهاية الموسم إلى ملعب "جوزيبي مياتزا"، لكنه ظهر في 13 مباراة فقط، ليقرر لرحيل بعد تلك التجربة الفاشلة.
تأكد الضياع
وبعد تجربتيه مع الإنتر وتشيلسي، قرر كواريزما الابتعاد عن الدوريات الأوروبية الكبرى، ليوافق على بدء مرحلة جديدة في مسيرته بملاعب الدوري التركي، موقعا لنادي بشكتاش مقابل 7.3 مليون يورو.
رحلة كواريزما مع بشكتاش لم تكن سيئة، لكنها لم تكن توازي موهبته الضائعة في ملاعب العالم، ليبدأ بعدها التنقل بين الأندية، حتى عاد إلى بورتو في 2013.
وبعد موسمين قضاهما مع بورتو، عاد كواريزما من جديد إلى بشكتاش، ليقضي معه 5 مواسم متتالية، حقق خلالها لقب الدوري مرتين، قبل أن ينتهي به المطاف في قاسم باشا، معوضا لرحيل المصري محمود حسن تريزيجيه إلى أستون فيلا الإنجليزي.
وعلى مدار مسيرته مع الأندية، خاض كواريزما 620 مباراة، سجل خلالها 107 هدفا، لتختلف قصته عن رفيق دربه رونالدو، الذي شق طريقه نحو المجد ووضع اسمه بين أساطير اللعب، بينما ضل مواطنه الطريق.
ولا يشفع لكواريزما على الصعيد الدولي سوى كونه أحد أفراد جيل البرتغال الذهبي، الذي نجح في التتويج بأول لقب في تاريخ منتخب بلاده، حيما ظفر بلقب يورو 2016 على حساب فرنسا، حيث سجل هدف تخطي كرواتيا القاتل في ثمن نهائي البطولة، قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الإضافي الثاني، ليعبر بمنتخب الدروع الخمس لربع النهائي.