التنظيمات الإرهابية تمارس ضغطا كثيفا على الجيش في شمال نيجيريا وبحيرة تشاد
عندما نتحدث عن التنظيمات الإرهابية شمال نيجيريا فإنه لا بد من التطرق لجماعة بوكو حرام، وهنا يكتفي المحللون والصحفيون بذكر بوكو حرام وحدها لتجنب التعقيد على القارئ، لكن التنظيم يضم عدة جماعات، من بينها: مجموعة شيكاو، تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا التابع لداعش والذي يتزعمه عبدالله بن عمر البرناوي "با أدريس"، وتنظيم الدولة سابقاً بقيادة أبومصعب البرناوي، الذي لا يزال ينشط، وأخيراً جماعة أنصارو، على رغم من أن هذه الجماعة انصهرت داخل باقي الجماعات.
من حق كل دولة حلّ مشاكلها بالطريقة التي تراها مناسبة، لكن عندما يمضي 17 عاما والمشكلة لا تزال قائمة، بل الأكثر من ذلك أن هذه الجماعة تحولت من تنظيم إرهابي صغير إلى منظمة تمتلك صواريخ وكل أنواع الأسلحة وعربات مغنومة من الجيش وطائرات مسيرة، حينها يجب أن يتم تغيير السلوك
يوجد تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا في مالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والكاميرون، أما في مناطق غرب ووسط أفريقيا فلا وجود له لأنها مناطق نفوذ جماعة أخرى موالية لداعش، أي تنظيم الدولة الإسلامية وسط أفريقيا الحاضر في جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وأوغندا وتنزانيا والموزمبيق، وفي الشمال يوجد تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال وأرض الصومال وإثيوبيا.
وبالعودة إلى بوكو حرام، اشتكى جنود من نيجيريا وشمال الكاميرون من امتلاك تنظيم الدولة الإسلامية غرب أفريقيا وحدات جوية أو طائرات درون أفضل من التي بحوزة الجيوش، أما الموضوع الغائب حالياً في وسائل الإعلام فهو أن هذه الجماعة استلمت صواريخ جراد وهي تستعملها ضد الجيش.
تمارس التنظيمات الإرهابية ضغطاً كثيفاً على الجيش في شمال نيجيريا وبحيرة تشاد لدرجة أنه خلال شهر أغسطس تمّت الاستعانة بوحدات عسكرية بعيدة، إذ يتم تجميع الجنود في ثكنات محصنة داخل المدن، ويحرص داعش على أن تترافق عملياته مع نشر المقاطع الدعائية التي يظهر فيها إعدامه الجنود بغرض نشر الذعر في أوساطهم، هذه المناورة التي ينفذها الإرهابيون جعلت سكان المناطق الريفية غير محميين أمام الإرهابيين.
لطالما أكد المسؤولون النيجيريون في وسائل الإعلام قبل سنة 2014 أنهم قضوا على الإرهابيين في نيجيريا، لكن الواقع يبقى بعيد جداً عن ذلك، هناك حالة استثنائية هي حالة المقاول "الأشقر" (المرتزق) الذي نجح برفقة جماعته تحرير 50 فتاة من مختطفات بوكو حرام في شيبوك، وأمام احترفيته، مقارنة بجيش نيجيريا، وحتى لا يظهر الجيش بمظهر غير مهني وبدل تهنئته طلبوا منه عدم العودة للبلد.
من حق كل دولة حلّ مشاكلها بالطريقة التي تراها مناسبة، لكن عندما يمضي 17 عاما والمشكلة لا تزال قائمة، بل الأكثر من ذلك أن هذه الجماعة تحولت من تنظيم إرهابي صغير إلى منظمة تمتلك صواريخ وكل أنواع الأسلحة وعربات مغنومة من الجيش وطائرات مسيرة، حينها يجب أن يتم تغيير السلوك.
هناك طريقتان للتعامل من هذه المعضلة: إما أن يتم التعامل مع المسألة على أن الجماعة الإرهابية بعيدة جغرافياً، فهي بالتالي لا تثير المخاوف والقلق، أو أن ما يقوم به داعش في نيجيريا يشكل جزءا من تجربة سيقوم بنشرها في بقية بلدان العالم التي تمتلك الجماعة الإرهابية فروعاً فيها، في هذه الحالة فإنهم يشكلون خطراً كبيراً في المنطقة وسيصبحون أكثر قوة.
عندما بدأ داعش في استعمال الوحدات الجوية في سوريا فقد تمكن من امتلاك برامج حاسوبية يمكنه من خلالها تسيير الطائرات ذات الحجم الصغير على شكل أسراب، وفي الأثناء فإنه مسموح له الآن بتطبيق ذلك شمال نيجيريا.
خلاصة القول: إما أن نتحرك بسرعة أو سنبكي عاجلاً أو آجلاً على أفريقيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة