جائحة سلاسل التوريد نحو الأسوأ.. "موت" الشركات الصغيرة
حذرت منظمة التجارة العالمية من أن أزمة سلاسل التوريد العالمية ستستمر لفترة أطول مما كان يعتقد في الأصل.
الدول النامية
ونبه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، إلى أن الأزمة قد تؤدي باستمرار إلى تهميش البلدان النامية".
وأضافت أن تكاليف المعاملات المرتفعة تخاطر بالضغط على البلدان الفقيرة حتى بعد حل بعض مشاكل سلسلة التوريد.
وقالت أوكونجو إيوالا في اجتماع نظمته مجموعة "جونو أفريغكيو ميديا غروب": "حل (أزمة سلاسل التوريد) يستغرق وقتاً أطول مما توقعنا- ربما بحلول نهاية هذا العام أو ربما في العام المقبل".
- أوميكرون يضرب نمو الاقتصاد الأمريكي.. ويفاقم أزمة "الإمداد"
- اختناقات "سلاسل التوريد" العالمية.. من يدفع ثمن الأزمة؟
ووسط مخاوف من طرد الشركات الصغيرة من شبكات التجارة بسبب الاحتكاك في سلسلة التوريد، ستعقد منظمة التجارة العالمية اجتماعاً لرجال الأعمال والوزراء وخبراء التجارة في مارس/آذار المقبل لمناقشة كيفية تخفيف العوائق المستمرة، حسبما قالت أوكونجو إيويالا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أخبرت أوكونجو إيويالا "فايننشال تايمز" أن ضغوط سلسلة التوريد ستستمر "لعدة أشهر"، وفي نوفمبر/تشرين الثاني قالت، إن المشاكل يجب أن تكون "مؤقتة" ويتم حلها قبل نهاية عام 2022. لكن المتحور "أوميكرون" أدت إلى إغلاق بعض الإنتاج والنقل في الصين وتقييد السفر العالمي- مما أجبر على تأجيل الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في ديسمبر (كانون الأول) مع تراجع التوقعات بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
في حين ظلت تأخيرات الشحن في موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة عند مستويات قياسية، على الرغم من الجهود التي تبذلها إدارة جو بايدن لتخفيف الازدحام، ولا تزال معدلات شحن الحاويات مرتفعة للغاية.
وقالت أوكونجو إيويالا، إن ضغوط جانب الطلب التي تسببت في تأخير الشحن يجب أن تخف هذا العام، وأن المزيد من سعة التوريد ستبدأ.
وأضافت: "الطلب على السلع يجب أن ينخفض، خصوصاً مع الضغوط التضخمية وتراجع الدعم من الإجراءات المالية المتعلقة بالوباء". وقالت "شركات الشحن تحقق أرباحاً غير مسبوقة وبعضها يستثمر في السعة".
وتابعت: "قد يكون هناك أيضاً مشاكل هيكلية لا تزال قائمة. قد تكون المشاكل في موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة، على سبيل المثال، ناتجة أيضاً عن تحديات هيكلية وبيروقراطية.
واستطردت قائلة: "إضافة إلى ذلك، هناك مشاكل تتعلق بكون العديد من البلدان النامية في النهاية الطويلة للنقل البحري"، مما يعكس المخاوف من أن البلدان الأفقر ذات الأحجام التجارية الصغيرة معرضة لخطر الانقطاع عن سلاسل التوريد الطويلة إذا ظلت تكاليف النقل مرتفعة.
ويشهد العالم أزمة في سلاسل توريد الإمدادات مع تكدس السفن في الموانئ حول العالم بسبب قلة العاملين في مجال الشحن نظرا لغلق العديد من شركات الشحن في ظل أزمة جائحة كورونا، فيما لجأ الكثير من تلك الشركات للتخلي عن العديد من العاملين لديها.
ومع تحسن الأوضاع وزيادة الطلب على السلع والمنتجات لم تتمكن شركات الشحن من مجاراة مستوى الزيادة في الطلب وتوفير عمالة كافية للعمل على تفريغ وشحن السفن الضخمة الأمر الذي أدى لانتظار السفن لفترات أطول من المعتاد وتأخر عمليات الوصول والانطلاق وتأخر الشحنات، وقد أدى هذا كله لنقص المعروض من السلع والمنتجات وارتفاع أسعارها مع زيادة وقت وتكلفة الشحن.
معرفة التحسينات
وتهدف قمة مارس/آذار، إلى الجمع بين شركات الشحن واللوجستيات والتجارة مع وزراء وخبراء من المنظمات الدولية لمعرفة التحسينات التي يمكن إجراؤها في سلسلة الخدمات اللوجستية. تم تصميم هذا التجمع على غرار قمة منظمة التجارة العالمية في العام الماضي، والتي جمعت شركات الأدوية وعلماء الأوبئة وخبراء الصحة والناشطين لتسريع إنتاج اللقاح وتسليمه.
وتم تأجيل المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، الذي كان من المقرر أن يناقش تخفيض دعم الصيد وإصلاح قواعد الملكية الفكرية على المنتجات الطبية المتعلقة بـ"كوفيد-19"، إلى وقت لاحق من هذا العام.
لماذا ظهر تأثير الأزمة بعد مرور عامين من الجائحة؟
في بداية أزمة سلاسل التوريد، كان الأثر في الأسواق لا يزال تحت السيطرة، إذ إن المخازن كانت ممتلئة بالبضائع، بينما انكمش المستهلكون وتحوطوا في إنفاقهم تحسبا لما قد يأتي.
آنذاك كانت نصائح الخبراء الاستثماريين هي "القبض على المال" تحينا لفرص ثمينة قادمة في المستقبل، حيث سينهار سعر كل شيء.
حدث هذا، على الأقل في بعض السلع التي كانت رائجة قبل أن تجد نفسها "تحت الصفر" كما حدث مع عقود النفط الأمريكي.
وعلى أي حال، ساهمت الطاقة الرخيصة في استمرار سلاسل التوريد ومقاومتها، لأنها وإن كانت تخدم عددا أقل من الناس إلا أن تكاليف تشغيلها منخفضة.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز