4 عملات انهارت أمام الدولار.. فتش عن أردوغان وإيران
على مدار أشهر عام 2020، انهارت 4 عملات مختلفة أمام الدولار بسبب الفساد والإجراءات الاقتصادية الفاشلة والمغامرات السياسية الخائبة
على مدار أشهر عام 2020، انهارت 4 عملات مختلفة أمام الدولار بسبب الفساد والإجراءات الاقتصادية الفاشلة والمغامرات السياسية الخائبة، وقد جمعت هذه العملات قاسمين مشتركين تكررا في كل بلد.. الرئيس التركي رجب أردوغان ونظام الملالي في إيران.
- الريال الإيراني يدخل التاريخ من أسوأ الأبواب.. فقد قيمته بالكامل أمام الدولار
- قيصر.. القصة الكاملة لبطل كوابيس سوريا وإيران وحزب الله
وكانت عملات الليرة التركية والسورية واللبنانية فضلا عن الريال الإيراني الأسوأ أداءً بالمنطقة أمام الدولار في 2020، حيث سجلت انخفاضات قياسية تخطت نسبة 200%.
الليرة اللبنانية – 290%
في لبنان فتش عن مليشيا حزب الله، الذراع الإيرانية لنشر الاضطرابات والفوضى وتخريب الاقتصاد وإفشال كل خطط التنمية والنهوض بعدد من دول منطقة الشرق الأوسط.
الميليشيا التي شكلت عقدة في كل مبادرات إنقاذ الاقتصاد اللبناني لسنوات عديدة، ظلت تعمل وفقا لأجندة طهران التي استهدفت إبقاء البلاد في حالة اضطراب حتى تتمكن من تحويلها إلى فناء خلفي لنظام الملالي.
وبرغم المكونات السياسية العديدة التي يتمتع بها لبنان، والتي يعتبر بعضها صديقا للولايات المتحدة والغرب، فشلت محاولات إخراج الاقتصاد من كبوته بسبب حرص حزب الله على تكوين ممرات سرية فاسدة لمساعدة الإيرانيين للالتفاف حول العقوبات الأمريكية.
لكن البلد المديون لم يتحمل تلك المغامرات الفاشلة، وانتهى به الأمر إلى انفجار اقتصادي كامل بالتوازي مع اضطرابات مدنية واسعة وسط حالة من حالات "فشل الدولة".
ورغم صمودها لأكثر من 22 عاما على سعر موحد أمام الدولار منذ عام 1997، بدأت الليرة اللبنانية رحلة انهيار سريعة منذ نهاية 2019 من مستوى 1507 ليرات للدولار الواحد.
وحسب موقع "ليرا ريت" الذي يرصد أسعار الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق السوداء، قفز سعر الدولار أمام الليرة من 2120 ليرة في يناير/كانون الثاني 2020، إلى 8275 ليرة في 27 سبتمبر/أيلول 2020.
ويعني هذا أن الليرة اللبنانية هوت أمام الدولار بنسبة 290% في 2020.
الليرة السورية – 156%
راهنت سوريا على إيران كثيرا لكنها لم تتحمل الثمن الاقتصادي لهذا الرهان، كما أن عبث أردوغان في مناطق عديدة من البلاد والنهب المستمر لثرواتها النفطية شكل سيفا آخر في خاصرتها.
وفي ذروة هذا الموقف الصعب، فرضت الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي عقوبات جديدة على دمشق تحت اسم "قانون قيصر" الذي جاء ليدمر ما تبقى من اقتصاد البلاد.
وقد شكل "قيصر" كابوسا مرعبا للاقتصاد السوري حتى قبل تطبيقه، ما دفع الليرة السورية للهبوط منذ مارس/ آذار الماضي.
وترى الولايات المتحدة أن انهيار الليرة السورية يثبت أن إيران لم تعد قادرة على دعم النظام السوري، في حين أن النظام نفسه لم يعد قادراً على إدارة سياسة اقتصادية فعالة.
ووفقا لموقع "إس بي توداي"، قفز سعر الدولار (بالسوق السوداء) مقابل الليرة السورية من 916 ليرة في يناير/كانون الثاني 2020 إلى 2350 ليرة في 27 سبتمبر/ أيلول.
ويعني هذا أن الليرة السورية هوت أمام الدولار بنسبة 156% في 2020.
الريال الإيراني – 120%
بالنسبة لإيران، فإن عام 2020 هو عام "انقلاب السحر على الساحر"، حيث ظلت طهران تعبث في اقتصادات الدول المجاورة وتستخدمها كمصدات للعقوبات الأمريكية وتوجهها وفقا لمصالحها فقط.
لكن تلك المناورات فشلت في مواجهة كفاءة العقوبات الأمريكية التي أحكمت قبضتها على نظام الملالي وأجبرته على التراجع خطوات كبيرة للخلف.
وقبل أيام، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني، بالفشل في مجابهة تأثير العقوبات، وكشف أن بلاده تكبدت خسائر في الإيرادات بقيمة 150 مليار دولار منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادة فرض العقوبات.
وبالتالي كان عام 2020 هو عام الانهيارات القياسية للريال الإيراني الذي وصل به الحال المتردي إلى تسجيل قاع قياسي كل ساعة تقريبا في بعض أيام العام.
وحسب موقع بونباست دوت كوم المتخصص في رصد سعر صرف الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية في السوق السوداء، قفز سعر بيع الدولار في إيران من 133 ألف ريال للدولار الواحد مطلع العام الجاري، إلى 292 ألف ريال في 27 سبتمبر/أيلول الجاري.
ويعني هذا أن الريال الإيراني هوى بنحو 120% أمام الدولار منذ بداية العام ضاربا بكل منطق اقتصادي عرض الحائط، ومؤكدا أن النظام القابع في طهران غير جدير بثقة أي مستثمر أو مواطن.
الليرة التركية – 29%
الأمر نفسه يحدث في تركيا.. سحر أردوغان انقلب عليه وعلى نظامه ورجاله القابضين على مفاصل الاقتصاد في بلد كانت ذات يوم منطقة جذب للمستثمرين الأجانب.
الآن باتت الليرة التركية ورقة يسعى الجميع إلى التخلص منها، سواء كانوا مستثمرين أو مواطنين، بعد أن أصبحت رمزا لبلد يسعى في خراب دول الجوار وجوار الجوار عبر مغامرات فاشلة.
لا يستطيع المستثمر في تركيا أن يتغاضى عن انهيار احتياطيات تركيا الأجنبية ولا عن غياب الاستقلالية في بنكها المركزي، أو عن مستقبل اقتصادها الباهت منذ أن ألقي في أيدي وزير الخزانة ألبيرات ألبيرق صهر أردوغان المدلل ليعبث به.
كذلك، من المستحيل أن يغض أحدهم الطرف عن التكاليف المهولة للمغامرات العسكرية والسياسية التي يقوم بها أردوغان في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وغيرها من مناطق النزاع.
وقد انعكس هذا كله على الليرة التركية التي هوى سعرها أمام الدولار من 5.95 ليرة في يناير/كانون الثاني 2020 إلى 7.66 ليرة في 25 سبتمبر/ أيلول 2020، وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية.
ويعني هذا أن الليرة التركية هوت بنسبة 29% تقريبا أمام الدولار منذ بداية 2020.