جيش إخوان تونس الإلكتروني.. خلايا إرهابية تحرض على اغتيال المعارضة
محللون أكدوا أن الإرهاب الإلكتروني صنيعة إخوانية وأن العناصر الافتراضية الداعشية التي تهدد المعارضة تتقاطع أيديولوجيا مع حركة النهضة.
تسيطر على العملية السياسية في تونس خلال هذه الفترة، موجة من التهديدات الإرهابية لخصوم حركة النهضة الإخوانية، بالتزامن مع تصاعد الخطاب التكفيري داخل البرلمان وخارجه.
وأكد مراقبون أن موجة التهديدات هذه، تتشابه مع تلك التي شهدتها البلاد في رمضان 2013 وأسفرت بعدها عن مقتل 14 عسكريا، وأيضاً تهديدات رمضان 2015، والتي انتهت بعملية إرهابية أوقعت 38 قتيلا من السائحين البريطانيين.
ويرتبط شهر رمضان في ذاكرة التونسيين خلال السنوات الأخيرة، بضربات إرهابية واغتيالات سياسية، كان أبرزها اغتيال القيادي القومي محمد البراهمي في 2013.
وأكد هشام المشيشي وزير الداخلية التونسي، أن الوضع الأمني حاليا مستقر نسبيا، لاسيما مع رصد دعوات إلكترونية لشن هجمات إرهابيّة نوعيّة، صادرة عن قنوات من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكشف المشيشي خلال جلسة استماع بالبرلمان التونسي، عن أنّه تمّ إيقاف 29 شخصا بتهمة التحريض على الإرهاب، كما بلغ عدد القضايا المتعلقة بالإرهاب 108 قضية خلال النصف الأول من السنة الجارية.
وأفادت مصادر أمنية متطابقة بأنه تم تفكيك 12 خلية إرهابية تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، تحرض ضد شخصيات سياسية معارضة، على غرار رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، والنائب عن حركة "تحيا تونس" مبروك كورشيد وقيادات الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأكدت ذات المصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه الخلايا تقودها عناصر تكفيرية تونسية عائدة من سوريا منذ 2019، وتنسق مع الجماعات المسلحة المتواجدة في جبال الشعانبي بالقصرين من أجل إستهداف نقاط حساسة في العاصمة.
وتابعت: "إن الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب ضاعفت مجهوداتها لحماية المؤسسات الأمنية والمنشآت الحيوية وذلك تفاديًا لأي عمل إرهابي خطير".
وكانت تونس عرفت هجوما إرهابيا من قبل انتحاريين، استهدف محيط السفارة الأمريكية في 6 مارس /آذار الماضي، وراح ضحيته عنصرا أمنيا مع جرح 4 آخرين.
جيش الإخوان الإلكتروني
ويرى محللون أن الإرهاب الإلكتروني صنيعة إخوانية وأن العناصر الافتراضية الداعشية التي تهدد قيادات المعارضة في البرلمان التونسي، تتقاطع أيديولوجيا وفكريا مع حركة النهضة وحليفها "ائتلاف الكرامة".
وأفاد الأمين العام لاتحاد الطلبة في تونس رياض جراد، بأن شباب الإخوان في الجامعة يشرفون على منصات افتراضية تنشط في شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك لتهديد الطلبة ذو التوجهات اليسارية والقومية.
وأكد جراد لـ"العين الإخبارية" أنه تعرض للتهديد بالقتل من قبل ما يسمى بـ"الذباب الأزرق"، الذي يمجد في خطابه التنظيم الإرهابي "داعش" وتنظيم القاعدة بالمغرب العربي، متابعا: "أن هذه الجماعات الإخوانية لم تتوانى سابقا في تمجيد العمليات الإرهابية التي استهدفت شارع الحبيب بورقيبة في 27يونيو/حزيران 2019".
وكشف عن أن الطالبة الإرهابية منى قبلة، التي نفذت عملية انتخابية في قلب العاصمة تونس في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، كانت ناشطة ضمن الاتحاد العام لطلبة الإخوان في كلية "منوبة" للآداب.
من جانبه، قال سالم الأبيض النائب في حركة الشعب القومية التونسية، إن كل الشخصيات السياسية التي تم إعلامها بوجود مخطط إرهابي لاستهدافهم، كانوا مستهدفين أيضاً ضمن حملات تحريضية من قبل صفحات فيسبوك لحركة النهضة الإخوانية.
واتهم الأبيض القيادة المركزية لحركة النهضة، بالوقوف وراء هذه الصفحات التي تشكل خطرا أمنيا على تونس و النشطاء السياسيين.
أما الهادي غميض القيادي النقابي التونسي بمحافظة "مدنين" (جنوبي البلاد)، قال إنه تم إبلاغ الوحدات الأمنية بوجود خلايا إلكترونية تابعة لحركة النهضة تبعث رسائل تهديد بالتصفية للقيادات النقابية والسياسية المعارضة لحركة النهضة.
وأكد غميض في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بأن هذه "الخلايا الإرهابية الناشطة على فيسبوك، تتلقى الدعم المالي والغطاء السياسي من قبل الإخوان وبتنسيق مع إخوان ليبيا وميليشياتها الدموية".
وشدد على ضرورة التضييق أمنيا على نشاطها من أجل حماية تونس من مخاطر الإرهاب المستشري في أراضيها منذ سنة 2011.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg جزيرة ام اند امز