ردا على الدبيبة.. مفوضية الانتخابات الليبيية: جاهزون للاستحقاق
بعد تهديد عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية منتهية الولاية بإنشاء كيان موزاي ردت مفوضية الانتخابات بأنها تعمل وفقا للقانون.
وأكد رئيس المفوضية الوطنية الليبية العليا للانتخابات عماد السايح، أن المفوضية تراقب باهتمام بالغ التطورات السياسية التي تدور حول إجراء انتخابات في القريب العاجل، تفضي إلى انتقال سلمي بعد اتفاق الجميع على رفض خيار الحرب وأن الفيصل هو الاحتكام للشعب.
وأوضح السايح، في كلمة له بمناسبة ذكرى تأسيس وحدة دعم المرأة في المفوضية، أنهم جاهزون لتنفيذ أي عملية انتخابية تتفق عليها الأطراف السياسية.
وشدد على أن دور المفوضية يأتي بعد استلام التشريعات والقوانين الانتخابية وليس قبله، مؤكدا أن المفوضية يحكمها قانون إنشائها وتعمل في إطار المبادئ والممارسات الدولية الناظمة لتنفيذ العمليات الانتخابية.
ونبه إلى أنهم يعكفون على تطوير الإجراءات والأساليب لإجراء الانتخابات المقبلة وأن نجاح العملية متوقف على مدى توفر الإرادة لدى الأطراف السياسية المتنازعة.
ولفت إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع ابتداء بالسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وانتهاءً بالناخبين.
وفوجئ الليبيون بإعلان الدبيبة الذي لم يعد يسيطر سوى على العاصمة الليبية طرابلس، اقتراحا بإيجاد بديل للمفوضية العليا للانتخابات، دون الرجوع إلى القوانين التشريعية الصادرة عن البرلمان، وأنه حال رفضت المفوضية الانسياق لأوامره بحجة تحكم مجلس النواب فيها فسيقوم بإيجاد البديل لها.
دعم أممي
و أكد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في ليبيا، مارك-أندريه فرانش، دعمه لمفوضية الانتخابات، موضحا أن الانتخابات تعد معلما بارزا في رحلة تحقيق السلام والاستقرار والسبيل الوحيد للمضي قدماً لحلحلة الأزمة السياسية المستمرة.
وأشار خلال كلمته أن الليبيات ما زلن حتى الآن أقل تمثيلاً كناخبات ومرشحات وفي الحكومة، وعلى العكس من ذلك، تعرضت المشاركات في الحياة السياسية - بما فيهن المرشحات والناشطات - للتشهير والتهديد والعنف والموت.
ويدعم المجتمع الدولي المفوضية الوطنية للانتخابات، وهو ما أكدته المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، على دعم المفوضية لإجراء عملية انتخابية في الأجل القصير.
كما ترعى البعثة الأممية في ليبيا لقاءات وفدي مجلس النواب والدولة بالعاصمة المصرية القاهرة للاتفاق على مسودة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في البلاد، والتي حققت اتفاقات مبدئية وتقدما ملحوظا وفقا لتغريدات ويليامز.
بدوره، أكد عبدالله الخفيفي السياسي والحقوقي الليبي في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن الدبيبة يهدد حلم الليبيين في الانتخابات نهائيا بلا رجعة، في سبيل التمسك بالسلطة، كما سبق وقوض استحقاق 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 بترشحه رغم تعهده بعدم الترشح ما كان أحد أسباب القوة القاهرة التي أعلنتها المفوضية.
وتابع الخفيفي أن مفوضية الانتخابات هيئة مستقلة ولا تتبع للدبيبة ولا ينبغي المساس بها والذي يعدد تهديدا للأمن القومي الليبي وأي انتخابات تحدث خارج إشرافها فهي مردودة قانونا كأن لم تقع لأنه مشوبة بعيب جسيم وهو عدم الاختصاص.
وكان الدبيبة قد تعهد بدعم مفوضية الانتخابات والوصول بليبيا إلى انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021، إلا أنه ترشح للانتخابات الرئاسية رغم تعهده بعدم الترشح كان أحد أسباب القوة القاهرة التي أعلنتها المفوضية.
وفبراير/شباط الماضي، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة قرارًا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزيرة العدل تتولى اختيار فريق قانوني لصياغة مقترح قانون الانتخابات.
إجراء أثار الأوساط الليبية باعتباره تجاوزا لصلاحياته، وخاطب وكيل هيئة الرقابة الإدارية، خالد ضو، الدبيبة بسحب قراره لمخالفته القانون، والالتزام بتسيير الأعمال فقط حتى تسليم السلطة للحكومة الجديدة.
ولم يعد الدبيبة يسيطر سوى على طرابلس وبعض المناطق المجاورة بعد تسلم الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا المقار الحكومية في الشرق والجنوب، إضافة إلى إعلان بعض المناطق في الغرب تبعيتها للحكومة الجديدة أمام تمسك الدبيبة بالسلطة في العاصمة.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز