أكاذيب الدبيبة تزيد انقسام ليبيا.. تهديد جديد لمفوضية الانتخابات
لم يكتف عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية منتهية الولاية بتقويض انتخابات 2021 بل يتهمه خبراء بمحاولة إنهاء هذا الحلم نهائيا.
وفوجئ الليبييون بإعلان الدبيبة الذي لم يعد يسيطر سوى على العاصمة الليبية طرابلس، اقتراحا بإيجاد بديل للمفوضية العليا للانتخابات، دون الرجوع إلى القوانين التشريعية الصادرة عن البرلمان.
وزعم الدبيبة أن حكومته منتهية الصلاحية ستعطي “فرصة للمفوضية العليا للانتخابات لإجراء الاقتراع في حال سمح مجلس النواب لها بإجرائها.
وأضاف: "أما في حال رفضت ذلك بحجة “تحكم مجلس النواب فيها فإننا سنقوم بإيجاد البديل لها”.
وتابع الدبيبة في كلمته: "البديل عن مفوضية الانتخابات موجود وقام بزيارته وهو مفوضية الانتخابات البلدية" أي يقصد اللجنة المركزية للانتخابات البلدية.
ويرى خبراء ليبيون أن الدبيبة لا يؤمن بالانتخابات ويرفض التداول السلمي للسلطة وإنما يريد إحداث فوضى سياسية يستفيد منها في بقائه أكثر في منصبه.
تقويض حلم الانتخابات
عبدالله الخفيفي السياسي الحقوقي الليبي اتهم الدبيبة بتهديد حلم الليبيين في الانتخابات نهائيا بلا رجعة، في سبيل التمسك بالسلطة، كما سبق وقوض استحقاق 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 بترشحه رغم تعهده بعدم الترشح ما كان أحد أسباب القوة القاهرة التي أعلنتها المفوضية.
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن مفوضية الانتخابات هيئة مستقلة ولا تتبع للدبيبة ولا ينبغي المساس بها والذي يعدد تهديدا للأمن القومي الليبي وأي انتخابات تحدث خارج إشرافها فهي مردودة قانونا كأن لم تقع لأنه مشوبة بعيب جسيم وهو عدم الاختصاص.
وأردف أن الدبيبة رفض التداول السلمي للسلطة ورفض إجراءات مجلس النواب لعزله وتعيين بديل له، وهذا يعني أنه لن يحترم أي انتخابات تجرى، وأن الخطوة لن تعدوا إنشاء كيان موازي يمنحه شرعية وهمية.
وحذر من أن المجتمع الدولي لن يعترف بأي خطوة يجريها الدبيبة، بل ستكون خطوته سببا في مزيد من الانقسام وإعادة شبح الحرب رغم تعهداته بعدم جر البلاد إليها.
البقاء في السلطة
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي سالم الغزال إن الدبيبة لطالما حاول عرقلة الانتخابات لأنه ليس مؤمنا بها ويريد عرقلتها للبقاء في السلطة قدر الإمكان.
وتابع أن الدبيبة من خلال هذا المخطط يضمن وجود الفوضى والانقسام والمناخ المناسب لبقائه في السلطة وصرف الأموال العامة وتكبير ثروته التي بناها على رزق الشعب إبان الثورة الليبية، وهي اتهامات وجهها له مجلس النواب وسحب منه الثقة على إثرها.
ويرى الغزال أن إجراء الانتخابات لن يحدث ولن تقوم دولة ليبية بوجود الدبيبة في سدة الحكم لفشله وتزويره الذين تم إثباتهما وسياساته الفاشلة التي أغرقت البلاد في الجهل والفقر، وهو أمر واضح في التظاهرات اليومية ضده وآخرها الاعتصام العام لموظفي ومعيدي جميع الجامعات الليبية.
وكان الدبيبة قد تعهد بدعم مفوضية الانتخابات والوصول بليبيا إلى انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021، إلا أنه ترشح للانتخابات الرئاسية رغم تعهده بعدم الترشح كان أحد أسباب القوة القاهرة التي أعلنتها المفوضية.
وفبراير/شباط الماضي، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة قرارًا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزيرة العدل تتولى اختيار فريق قانوني لصياغة مقترح قانون الانتخابات.
إجراء أثار الأوساط الليبية باعتباره تجاوزا لصلاحياته، وخاطب وكيل هيئة الرقابة الإدارية، خالد ضو، الدبيبة بسحب قراره لمخالفته القانون، والالتزام بتسيير الأعمال فقط حتى تسليم السلطة للحكومة الجديدة.
ولم يعد الدبيبة يسيطر سوى على العاصمة طرابلس وبعض المناطق المجاورة بعد تسلم الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا المقار الحكومية في الشرق والجنوب، إضافة إلى إعلان بعض المناطق في الغرب تبعيتها للحكومة الجديدة أمام تمسك الدبيبة بالسلطة في العاصمة.
ويدعم المجتمع الدولي المفوضية الوطنية للانتخابات، وهو ما أكدته المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، على دعم المفوضية لإجراء عملية انتخابية في الأجل القصير.
كما ترعى البعثة الأممية في ليبيا لقاءات وفدي مجلس النواب والدولة بالعاصمة المصرية القاهرة للاتفاق على مسودة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في البلاد، والتي حققت اتفاقات مبدئية وتقدما ملحوظا وفقا لتغريدات ويليامز.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA=
جزيرة ام اند امز