انطلاق جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة لحل القضايا الخلافية
المفاوضات استؤنفت اليوم وستستمر للأسبوع المقبل برعاية الاتحاد الأفريقي
أعلنت إثيوبيا، اليوم الإثنين، عن استئناف مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان برعاية الاتحاد الأفريقي وذلك لمدة أسبوع في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينهي القضايا الخلافية بين جميع الأطراف وعلى رأسها عملية الملء والتعامل وقت الجفاف والحفاظ على الحصص من المياه.
وقال بيان صادر عن وزارة المياه والري الإثيوبية، إن "مفاوضات سد النهضة التي تم تأجيلها بعد القمة الأفريقية المصغرة بطلب من السودان أسبوعا استؤنفت اليوم وستستمر للأسبوع المقبل، وفقا لتوجيهات القادة خلال المفاوضات السابقة التي استمرت 11 يومًا".
وأضاف البيان أن إثيوبيا ستعمل من أجل الوصول إلى اتفاق يفيد جميع الأطراف في المفاوضات.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير "دينا مفتي" قد قال إن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاق استرشادي غير ملزم بشأن سد النهضة، حول القضايا الخلافية في الجوانب القانونية.
وأشار مفتي خلال مؤتمر صحفي، في الـ24 من يوليو /تموز الماضي، إلى أن الحكومة الإثيوبية لا تبحث عن اتفاق ملزم بشأن المفاوضات الجارية حول سد النهضة، فقط اتفاق استرشادي يمكن مراجعته في أي وقت.
وتابع أن المفاوضات الأخيرة حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية، وما زال هناك بعض الخلافات القانونية التي تتطلب مزيدا من التفاوض.
فيما دعا الاتحاد الأفريقي، مصر والسودان وإثيوبيا، للعمل سريعا لوضع اللمسات الأخيرة لنص اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بدعم من خبراء ومراقبي الاتحاد.
وأشاد برؤساء دول وحكومات مصر وإثيوبيا والسودان لإبدائهم الحنكة السياسية والتزامهم بإيجاد حل دائم من خلال الدبلوماسية والمفاوضات لسد النهضة.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، على تمسك بلاده بحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل من خلال التفاوض وليس الخيار العسكري.
وقال السيسي في كلمة له خلال افتتاحه أحد المشاريع إن "مصر حريصة على التعامل مع أزمة سد النهضة من خلال التفاوض وليس الخيار العسكري".
وشدد على أن مصر "تدعم إثيوبيا في مشاريعها التنموية لكن ليس على حساب حصتنا من المياه، ونتحرك في معركة تفاوض مرتبطة بملء وتشغيل السد لكن الهدف منه الحديث على فترات صعبة يحدث فيها جفاف".
وتابع: "سننجح في التفاوض بإصرار وجهد المصريين للوصول لاتفاق يحقق مصالح المياه التي حصلت عليها مصر على مدار مئات السنوات".
وكان السودان، قد أعلن في الـ27 من يوليو/ تموز الماضي، تحفظه على الإجراء الأحادي الجانب من قبل إثيوبيا بالبدء في الملء الأول لسد النهضة قبل التوصل لاتفاق ملزم بين الدول الثلاث.
يشار إلى أن سد النهضة التي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه بعد إعلانها مؤخرا اكتمال المرحلة الأولى لعملية الملء، لا يزال محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي راعتها تارة الولايات المتحدة وتارة أخرى الاتحاد الأفريقي، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.