لا حسم عسكريا نهائيا في اليمن ولا ليبيا في طرابلس ولا شمال سوريا، ولا في غزة، ولا في "دارفور" بالسودان.
نحن نعيش في ظل أزمة صراعات محلية وإقليمية ودولية متفاعلة بقوة لها 3 سمات رئيسية:
1- شديدة التشابك والتعقيد.
2- تعاني من حالة عدم الحسم الكامل، ما يوصلها إلى أخطر حالات الصراع وهي حالة "عدم التيقن".
3- عدم وجود قوة مرجحة على أرض الصراع في أي مستوى من مستويات الصراع محلياً أو إقليمياً أو دولياً.
باختصار إنها حالة من حالات "جمود الجحيم"، إنها حالة تهديد بالحرب، تسخين للأدوات، فرض حصار وعقوبات مؤلمة، عبارات مطاطة تغازل فكرة التفاوض ولكن بدونه.
لا أحد يعرف هل الكلام عن التفاوض لتحسين الشروط أو لفرضها أو لإطلاق سحابة دخان مراوغة للتمهيد لعمل عسكري؟
يخطئ تماماً من يجزم بشكل نهائي أنه سلام التسوية أو حرب محدودة أو تمثيلية هدنة لتحقيق نصر داخلي يحتاجه الرئيس الأمريكي والمرشد الأعلى الإيراني؟
هل تتفق مصالح خامنئي وترامب في المواجهة أم في التسوية؟
باختصار إنها حالة من حالات "جمود الجحيم" إنها حالة تهديد بالحرب، تسخين للأدوات، فرض حصار وعقوبات مؤلمة، عبارات مطاطة تغازل فكرة التفاوض ولكن بدونه.
أيهما يدعم أكثر النظام؟.. في الداخل صراع يرفع من أسهم التشدد والحرس الثوري في طهران، أم تسوية أو "شبه تسوية" تدعم المركز الانتخابي لترامب مع حزب وكتلة اليمين الصهيوني في واشنطن؟
كل المسائل معطلة باحتمال "فيتو" في مجلس الأمن.
في الملف السوري، الروس والصين تعترضان.
في الملف اليمني الأمريكي يعترض أحياناً والروسي تارة أخرى.
في الملف الليبي فرنسا تعترض.
في الملف السوداني، أمس الأول، اعترضت الصين صاحبة العلاقة التاريخية مع الخرطوم.
لا حسم عسكريا نهائيا في اليمن ولا ليبيا في طرابلس ولا شمال سوريا، ولا في غزة، ولا في "دارفور" بالسودان.
صراع السلطة بين مؤسسة الأمن الداخلي والشارع ساخنة في الجزائر والسودان، والنار تحت الرماد في غزة ورام الله وعمان وبيروت والرباط.
نحن أمام وضع متفجر يتطلب "هندسة سياسية" واعية وذكية تعيد تجميع القطع المتطايرة من جديد.
نقلاً عن "الوطن" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة