صدمة بريطانية..ابنة «ناشطة ضد اللقاحات» تموت بالسرطان بعد رفضها العلاج

أثارت وفاة شابة بريطانية تبلغ من العمر 23 عاما موجة من الغضب والحزن، بعد أن زعم شقيقاها أنها رفضت العلاج الكيميائي تحت تأثير والدتها.
ووالدة الفتاة هي الناشطة المثيرة للجدل كيت شيميراني، المعروفة بآرائها الرافضة للطب التقليدي واللقاحات، وتوفيت بالوما شيميراني، خريجة جامعة كامبريدج ووصيفة مسابقة "ملكة جمال برايتون"، في يوليو 2024 بعد صراع مع سرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكيني، وهو أحد أنواع سرطانات الدم.
وبحسب شقيقيها، غابرييل وسيباستيان، فإن بالوما رفضت العلاج الكيميائي الذي قدّم لها الأطباء تقديرا بنسبة شفاء تصل إلى 80%، وذلك في محاولة منها لإرضاء والدتها وبناء علاقة أقوى معها.
ويزعم الشقيقان أن والدتهما لعبت دوراً محورياً في إبعاد بالوما عن العائلة والأصدقاء، وسعت إلى عزلها تدريجياً مع تفاقم حالتها الصحية.
كيت شيميراني، التي شُطبت من سجل التمريض البريطاني عام 2021 بسبب نشرها لمعلومات طبية مضللة، كانت واحدة من أبرز وجوه حركات مناهضة اللقاحات خلال جائحة كورونا، وادعت في تصريحات سابقة أن لقاحات كورونا "تحتوي على ذرات من الشيطان"، وأنها "تُسبب السرطان وتحتوي على خلايا من أجنة مُجهضة"، وهي ادعاءات تم دحضها علميا.
علاقة معقدة وتاريخ من التأثيرات الفكرية
بحسب شقيقَيها، عاشت بالوما طفولة مليئة بنظريات المؤامرة التي تبنتها والدتها ووالدها، شملت ادعاءات بوجود مؤامرة عالمية للسيطرة على الحمض النووي البشري، وتحذيرات من "إبادة جماعية قادمة" وأكاذيب حول شبكات الجيل الخامس.
وفي عام 2023، وبعد تشخيص إصابتها بالسرطان، عُرض على بالوما علاج كيميائي عالي الفعالية. إلا أن والدتها حذّرتها نصاً في رسالة نصية موجهة إلى صديقها: "لا توقّعي ولا توافقي على أي علاج كيميائي".
استجابت بالوما لهذه الضغوط، واختارت بدلاً من العلاج الطبي اتباع "علاج غير مثبت علمياً" يُعرف باسم علاج غيرسون، يعتمد على نظام غذائي نباتي صارم و"حقن القهوة"، رغم عدم وجود أي دليل علمي يثبت فاعليته.
وتشير مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، إلى أن هذا النوع من "العلاج" لا يستند لأي دراسة سريرية معترف بها، وقد يكون مضللاً وخطيراً.
وفاة مأساوية ومحاولة إنقاذ قانونية لم تكتمل
بحسب روايات العائلة، بدأت أعراض السرطان تزداد سوءاً، وظهرت كتل جديدة على جسد بالوما، فيما رفضت رؤية شقيقها غابرييل بحجة "سوء جودة الهواء".
حاول غابرييل اتخاذ إجراء قانوني لإجبارها على الخضوع لتقييم طبي، لكن الوقت لم يسعفه، إذ تعرضت بالوما لأزمة قلبية ناتجة عن الورم، وفارقت الحياة بعد أيام في المستشفى.
رغم كل هذه التفاصيل، تواصل كيت شيميراني نفي علاقتها بوفاة ابنتها، وتزعم عبر منصاتها على وسائل التواصل أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) هي المسؤولة، دون تقديم أي دليل. وتستخدم وفاة ابنتها كمنصة لمواصلة حملاتها ضد المؤسسات الطبية، بل وتجمع تبرعات باسمها لتمويل دعاوى قانونية ضد النظام الصحي البريطاني.
تبيع كيت منتجات غذائية ومكملات عبر موقع إلكتروني خاص، وتقدم جلسات "استشارة" رغم حظرها من مزاولة مهنة التمريض. ورغم حظرها سابقاً من تويتر، عادت للمنصة بعد إعادة تسميتها إلى "X" وتواصل نشر نظريات المؤامرة.
تحقيق رسمي في الطريق
من المنتظر أن يُفتتح تحقيق رسمي في وفاة بالوما خلال الشهر المقبل، وسط مطالب متزايدة بتشديد الرقابة على من ينشرون معلومات طبية خاطئة ويؤثرون على قرارات صحية مصيرية.
وفي تصريح مؤلم، قال شقيقها سيباستيان: "شقيقتي توفيت بسبب معتقدات والدتي المتطرفة، ولا أريد لأي عائلة أن تمر بما مررنا به".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز