بتكلفة مليون دولار.. "مقلاع داوود" في مواجهة صواريخ غزة
صممت منظومة "مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى وتبلغ تكلفة كل تشغيل لها مليون دولار أمريكي.
ولكن الجيش الإسرائيلي استخدمها، الأربعاء، لاعتراض صاروخ محلي الصنع أطلق من غزة ويكلف بحسب مصادر متعددة عدة مئات من الدولارات في أحسن الأحوال.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه إنه نفذ "أول عملية اعتراض عملياتية لمنظومة مقلاع داوود لقذيفة صاروخية فوق منطقة تل أببب الكبرى".
وأضاف أن "منظومة مقلاع داوود مخصصة لاعتراض تهديدات متقدمة تشمل صواريخ باليستية وكروز ومسيرات وقطعا جوية".
وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه "تم تطوير هذه المنظومة من قبل مديرية تطوير الوسائل القتالية في وزارتي الدفاع الإسرائيلية والأمريكية".
ويستخدم الجيش الإسرائيلي منظومة القبة الحديدية، التي تم تطويرها أيضا بشراكة إسرائيلية وأمريكية، من أجل اعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي تطلق من قطاع غزة.
وقال موقع "واي نت" الإخباري" الإسرائيلي إن "هذا هو أول استخدام تشغيلي ناجح للنظام، بعد محاولات فاشلة في 2018 لاعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها من سوريا".
وأضاف الموقع أنه "تم تصميم النظام للتعامل مع التهديدات الكبيرة مثل الصواريخ الثقيلة والصواريخ الباليستية في الطبقة الواقعة بين القبة الحديدية (التي تتعامل مع التهديدات قصيرة المدى مثل قذائف الهاون وصواريخ القسام والغراد) وأنظمة "سهم 2" و"سهم3" المصممة ضد صواريخ بعيدة المدى، خاصة من إيران، والتي تتحرك خارج الغلاف الجوي.
تكلفة أقل من القبة الحديدية
وفعليا فإن تكلفة الاعتراض الصاروخي باستخدام القبة الحديدية هي أقل من استخدام منظومة "مقلاع داوود".
وقالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الأربعاء، إنه "تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي يطلقه نظام مقلاع داوود الإسرائيلي ما يقدر بمليون دولار".
وأضافت أنه "يبلغ سعر كل صاروخ اعتراض من نوع القبة الحديدية ما بين 100-150 ألف دولار أمريكي"، مشيرة إلى أنه في حين تبلغ تكلفة البطارية الواحدة الكاملة لمنظومة القبة الحديدية حوالي 50 مليون دولار أمريكي، فإن منظومة مقلاع داوود كاملة تبلغ تكلفتها 345 مليون دولار أمريكي.
وفي الشهر الماضي، أعلنت فنلندا بعد يوم واحد من انضمامها إلى الناتو أنها ستشتري منظومة "مقلاع داوود" من إسرائيل مقابل 345 مليون دولار، مشيرة إلى أنه سيتم إجراء شراء إضافي للنظام في المستقبل مقابل 236 مليون دولار أخرى.
وأشار البيان الفنلندي في حينه إلى أن الصفقة تتطلب موافقة من الحكومة الأمريكية، حيث تم تطوير النظام بالتعاون مع مقاول الدفاع الأمريكي "رايثيون".
ما هي منظومة مقلاع داوود؟
منظومة مقلاع داوود تنتجها شركة رفائيل الإسرائيلية للصناعات الدفاعية، المملوكة للدولة، بالشراكة مع شركة رايثيون الأمريكية.
وتقول شركة رفائيل الإسرائيلية إن "مقلاع داوود هو نظام دفاع جوي كامل لهزيمة مجموعة كاملة من التهديدات الجوية والصاروخية".
وأضافت أنه "يقدم اعتراضًا كضربة قاتلة ومرنة وبأسعار معقولة".
وأشارت إلى أن النظام يتميز بأنه معياري وقابل للتطوير ومرن ليناسب المنطقة المطلوب الدفاع عنها.
وقالت إنه "جهاز اعتراض متقدم متعدد المهام مصمم أيضًا للإدخال "التوصيل والتشغيل" في أنظمة الدفاع الجوي والصاروخية الميدانية، ويمكن دمجه بسهولة في مجموعة متنوعة من سيناريوهات المشاركة".
وأوضحت أنه من قدراته "اعتراض التهديدات بشكل فعال أثناء الهجوم وتحديد نقطة الهدف بدقة لضربه ضربة قاتلة".
وأضافت أن النظام يشمل قاذفة تحمل ما يصل إلى 12 معترضا مذهلا، يتم إطلاقها في اتجاه شبه عمودي.
وفي سبتمبر/أيلول 2010 وقعت إسرائيل على اتفاقية مع الولايات المتحدة لتطوير مشترك لمنظومة مقلاع داوود.
ولدى إسرائيل عدة منظومات اعتراض صواريخ أشهرها "القبة الحديدية" لاعتراض صواريخ مداها 70 كيلومترا ومنظومة "سهم" أو "حيتس" التي يتخطى مداها 250 كيلومترا.
وتستخدم إسرائيل منظومة "مقلاع داوود" لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، ويمكن لهذه المنظومة اعتراض صواريخ كروز.
وتم دمج المنظومة لأول مرة في جهاز الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي في عام 2016، وتم الإعلان عن تشغيله منذ 6 سنوات.