داود أوغلو يطالب أردوغان بالتوقف عن استغلال الدين بالسياسة
أردوغان يستغل الرموز الدينية ويلعب على الوتر الديني ما إن يقع في دائرة لا مخرج له منها بسبب منافسيه
أعرب أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض رئيس الوزراء الأسبق، عن انتقاده للرئيس رجب طيب أردوغان لاستغلاله الدين في تحقيق مكاسب سياسية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، داود أوغلو، اليوم الإثنين، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة؛ على خلفية قيام أردوغان باستخدام قضية متحف "آياصوفيا" وتحويله إلى مسجد.
ودأب أردوغان على استخدام قضية متحف آياصوفيا، كورقة سياسية تارة لإظهار التسامح وقبول الآخر وتارة أخرى للحفاظ على شعبيته التي يستمدها من أصوات التيار المحافظ.
ومؤخرًا قال أردوغان، عن هذه القضية: "يجب أن تؤدى الصلاة أيضًا في آيا صوفيا وتُقرأ فيه سورة الفتح. فقط أمتنا العزيزة هي من ستقرر ذلك"، ما دفع المحللين للقول بأن أردوغان يحاول إثارة الرأي العام بمتاجرته بالقضية.
وردًا على ذلك قال داود أوغلو، في تصريحاته إن "أردوغان يستغل الرموز الدينية ويلعب على الوتر الديني ما إن يقع في دائرة لا مخرج له منها بسبب منافسيه، فعندما تضيق عليه كل الاتجاهات، يلعب على هذا الوتر".
وجدد تأكيده على أن "الحكومة التركية تستخدم كل الأساليب دون خجل بما في ذلك الشعائر والمعتقدات الدينية، وذلك للبقاء في السلطة".
كما طالب داود أوغلو، أردوغان، بـ"التخلي عن استخدام ورقة الدين، والرموز الدينية في اللعبة السياسية"، مشددًا على أن "الرؤية السياسية للحكومة عبارة عن اليوم فقط، فليس هناك أي غد لها".
ووأردف موضحًا أن "السلطة التي لا تستطيع حل مشاكلها الداخلية والخارجية، بما في ذلك المشاكل الاقتصادية، ومعدلات القروض التي تزايدت على الدولة، تعتقد أنها ستضحك على الأمة عن طريق اللعب بالدين والرموز الدينية".
جدير بالذكر أن أردوغان ظهر في 29 مايو/ أيار الماضي الموافق للذكرى 567 لفتح إسطنبول، من داخل متحف آياصوفيا، يقرأ سورة الفتح؛ الأمر الذي دفع اليونان للاعتراض على هذه الخطوة، ثم أعلن أردوغان عن اتخاذ خطوات من أجل إعادة فتح آياصوفيا للعبادة مرة أخرى.
أردوغان من جانبه أوضح أن الشعب التركي هو من سيحدد مصير آياصوفيا، قائلًا: “من الممكن أن يجري السائحون زيارات لآياصوفيا بصفته جامعًا، مثله مثل السلطان أحمد. سيتم إقامة الصلاة في آياصوفيا، وقراءة سورة الفتح. والقرار سيصدر عن شعبنا العزيز”.
وأبدى أردوغان في عدة مناسبات مواقف لا تؤيد تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
وكان أردوغان شارك عام 2014 في احتفال إعادة فتح مسجد "أورتاكوي" بعد الترميم ورد على مطالبات الحاضرين بإعادة تحويل آياصوفيا إلى مسجد قائلًا: “إخوتي، لنملأ أولا مسجد السلطان أحمد”.
وكذلك قال على قناة أولكه التركية خلال مارس/ آذار 2019 في أعقاب الهجوم الذي تعرض له أحد المساجد في نيوزلاندا: “البعض يطالبون بفتح آياصوفيا للعبادة. لكن لا معنى للانجرار وراء استفزاز هذا الإرهابي الخسيس من منطلقات عاطفية. يجب أن لا نقع في مثل هذه الألاعيب. هذا أيضًا عمل استفزازي. لقد اضطررت لقول هذه التصريحات حتى نفسد هذه الألاعيب”.
لكن أردوغان بعد هذه التصريحات بأيام، وخلال أحد مؤتمراته الجماهيرية التي نظمها قبل الانتخابات المحلية التي جرت في مارس 2019، أدلى بتصريحات مخالفة تمامًا.
حيث قال "هناك من يقف على بعد 16 ألفًا و500 كيلو متر ويريد الاستيلاء على آياصوفيا. لقد صبرنا كثيرًا، وقد قلت ذلك من قبل. كما تعرفون آياصوفيا تحولت من مسجد إلى متحف قبل مدة قصيرة. ولكن آن الأوان إن شاء الله بعد الانتخابات لنحول آياصوفيا من متحف إلى مسجد من حيث الاسم، لدينا العديد من الخطط في هذا الشأن. وسنبدأ في تطبيق هذه الخطط".
محللون قالوا إنه لن يستطيع النظام التركي أن يتخذ أي خطوة باتجاه تحويل المتحف لمسجد، منهم الكاتب علي أونال الذي قال في مقال له نشره الموقع الإخباري "تي آر 24"، "بعد مرور عام كامل على هذه التصريحات لم يتخذ النظام أي خطوة واحدة في هذا التوجه".
واستطرد قائلا "لأنهم إذا فتحوا آياصوفيا للعبادة لن يكون في يدهم الكثير من الأوراق الأخرى التي يمكنهم اللعب بها لدغدغة مشاعر الإسلاميين. بالضبط مثل القضية الفلسطينية، فهناك المتعاطفون مع آياصوفيا بقدر فلسطين".
وأوضح أن "أردوغان يكسب كثيرا من المؤيدين من وراء تصريحاته المدافعة عن فلسطين وآياصوفيا دون أن يفعل أي شيء على أرض الواقع. إذا تتذكرون كان يقول قبل بضع سنوات، ويكرر في كل شهر تقريبًا: سنذهب نهاية هذا الأسبوع إلى قطاع غزة. ولكن غزة أصبحت في طي النسيان… هل هناك من يستمع الآن ولو صدفة لكلمة غزة".
وأضاف "أعتقد أن آياصوفيا لو تحولت إلى مسجد لن يكون هناك أصوات معارضة أو انتقادات كبيرة في المجتمع الدولي. قد تصدر تصريحات من مكان أو اثنين من أجل إنقاذ الموقف، وبعدها ستُنسى آياصوفيا. ولكن هذه الخطوة لن تكون في مصلحة الإسلام السياسي حيث سيفقد الإسلاميون ورقة مهمة دأبوا على استخدامها”.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز