حزب داود أوغلو يهدد بفتح "الصندوق الأسود" لأردوغان
حزب المستقبل التركي الجديد يؤكد أنه لن يقف مكتوف الأيدي، وسيأتي اليوم الذي يكشف فيه أسرار الصندوق الأسود السري دون كشف أسرار الدولة
قال أحد أعضاء فريق حزب "المستقبل" الذي دشنه، الجمعة، رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داود أوغلو: "إن لديهم أوراق ضغط قد يستخدمونها ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه رجب طيب وأردوغان حال استمراره في الهجوم على الحزب الجديد وفريقه التأسيسي".
جاء ذلك بحسب ما ذكره الكاتب والصحفي التركي أورهان أوغور أوغلو، في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، السبت، نقلا كما يقول عن شخصية مقربة من داود أوغلو، رفض الإفصاح عنها.
ووفق الكاتب فقد كشف المصدر الذي يعد أحد أذرع الحزب الجديد وهو وزير سابق بالعدالة والتنمية خطتهم في الفترة المقبلة.
وذكر المصدر أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، طالما استمرت هجمات أردوغان عليهم، مشيرا إلى أنهم يمتلكون ملفات حقيقية وليس مجرد أوهام أو تخيلات.
وأضاف "بالتأكيد سيأتي اليوم الذي نكشف فيه أسرار الصندوق الأسود السري، دون أن نكشف أسرار الدولة".
بدوره أعلن الكاتب أنه منذ اللحظة التي قدم فيها رفاق داود أوغلو أوراق الحزب رسميا لوزارة الداخلية، الخميس الماضي، بدأ ناقوس الخطر يدق في أروقة الحزب الحاكم.
ومنذ أعلن رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، الجمعة، تأسيس حزبه الجديد بشكل رسمي، أطلقت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية سهام نقدها تجاه رفيق أردوغان السابق.
وفي إطار حملة استهداف سبقت الإعلان رسميا عن حزب داود أوغلو، حجز مصرف "خلق بنك" الحكومي التركي، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على جميع أصول وممتلكات جامعة "إسطنبول شهر" التابعة لـ"وقف العلم والفن" الذي أسسه داود أوغلو.
وبينما يقول البنك: "إن الحجز جاء لتأخر الجامعة في سداد مستحقات متأخرة عليها، يؤكد مراقبون أن الإجراء ما هو إلا وسيلة من وسائل انتقام أردوغان من رفيق دربه السابق داود أوغلو على اعتبار أن الأخير أحد مؤسسيها".
ومن المنتظر نقل تبعية المؤسسة التعليمية إلى جامعة مرمرة، وتقول تقارير: "إن استهدافها جاء عقابا لداود أوغلو على مساعيه لتأسيس حزب سياسي جديد بعد انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم".
وخلال الأيام الأخيرة دخل أردوغان على خط الأزمة، وعلّق على الأمر قائلا: "إنهم احتالوا على خلق بنك"، في إشارة إلى داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، ووزير المالية الأسبق محمد شِيمْشَك.
وردا على ذلك أعد داود أوغلو بيانا بعنوان "الاتهامات الواهية حول أرض جامعة إسطنبول شهير"، قال فيه قبل أيام: "قد افتروا على رئيس وزراء قدم كل ما بوسعه من أجل خدمة هذا البلد، وسخر كامل عمره لذلك، واتهموه بالاحتيال".
وتعليقا على أزمة الجامعة، قال الكاتب أوغور أوغلو: "إن أردوغان أصبح في مأزق بعد أن تبين أن رئيس الوزراء السابق وعضو حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، المقرب للغاية من أردوغان وعائلته، هو من وقع على اتفاقية قرض جامعة إسطنبول شهير".
والجمعة أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضا مبادئه والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب التي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية الحاكم.
جاء إعلان رئيس الوزراء الأسبق، في مؤتمر تعريفي بالعاصمة أنقرة، أمام حشد من مؤسسيي الحزب الجديد المقدر عددهم بنحو 150 شخصية.
وقال داود أوغلو في كلمته: "نتجاوز آلام الماضي، ونستفيد من الدروس النابعة منها، وننظر للمستقبل، فمن يتعلم ويغلب الخوف ويمتلك الأمل من دون شكوى وصراخ وتفرقة، قادر على المضي للمستقبل والنظر إليه".
وبخصوص المبادئ التي يقوم عليها حزبه، قال داود أوغلو: "نحن على مقربة من المئوية الأولى (لتأسيس الجمهورية التركية في 2023)، نحن بحاجة للإجابة على تساؤلات في مرحلة التحولات في احترام الحقوق والسيادة الوطنية، بمفهوم سياسة عامة تعمل على احترام العادات والحريات".
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وكان داود أوغلو قد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، في 13 سبتمبر/أيلول، قائلا: "إن الحزب لم يعد قادرا على حل مشكلات تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
وأتت استقالته بعد شهرين من استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء علي باباجان من حزب العدالة والتنمية الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز