ما هي أحب الأعمال إلى الله في أيام التشريق.. وهل يجوز صيامها؟
تعددت الأقاويل حول سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم، حيث يجهله البعض، كما يتساءلون ما هو حكم صيامها، وماذا ينبغي على المسلم أن يعمل من الصالحات في هذه الأيام؟
وفي شهر ذي الحجة ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتردد كثيرًا الحديث عن أيام التشريق دون علم الكثير من المسلمين ما هي، ولماذا سُميت بهذا الاسم، وما هي الأعمال المُستحبة في هذه الأيام المباركة؟
ما هي أيام التشريق؟
هي أحد أيام شهر ذي الحجة التي يؤدي فيها حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج، حيث اختلف علماء المسلمين في سبب تسميتها بهذا الاسم، حيث ذهب البعض إلى أن السبب أنهم كانوا يشرقون لحم الأضاحي أو يققددونها عن طريق تعريضها إلى الشمس. بينما قال البعض الآخر أنها تعود إلى موعد صلاة العيد، حيث أن صلاة العيد تكون بعد شروق الشمس.
عدد أيام التشريق في عيد الأضحى
يبلغ عدد أيام التشريق ثلاثة أيام، هي ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى، وتأتي بعد يوم النحر الموافق لأول أيام العيد.
متى تبدأ أيام التشريق ومتى تنتهي؟
وأيام التشريق الثلاثة تبدأ من اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وتستمر ثلاثة أيام، الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة..
وبالنسبة للحاج، تبدأ أعمال أيام التشريق من المبيت بمنى ليلة الحادي عشر وقد تستمر للثالث عشر، وتعتبر سُنة ليست واجبة، وهدفها الرفق بالحاج- كما توضح دار الإفتاء المصرية- بجعله أقرب لمكان الرمي غدا.
ماذا تفعل في أيام التشريق؟
أوصى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بالأكل والشرب والمواظبة على ذكر الله تعالى في هذه الأيام.
فقد روي في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أيام التشريق أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله عز وجل".
ويقوم غير الحاج بالاستمرار في ذبح الأضحية وتوزيعها إذا كان لم يذبح في يوم النحر، ويُسمح له ذلك حتى غروب شمس يوم التشريق الثالث الموافق لرابع أيام عيد الأضحى.
أما الأعمال المُستحبة في أيام التشريق للحاج فهي المبيت في منى، وكذلك رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال، كل واحدة بسبع حصيات متعقبات، ويردد "الله أكبر" مع كل حصاة.
وعلى الحاج أن يقف بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى ليدعو الله مستقبلا القبلة، ولا يقف بعد الرمية الأخيرة.
ويمكن للحاج النفر في اليوم الثاني عشر من منى إلى مكة، وذلك قبل الغروب، ومن ثم يؤدي طواف الوداع.
حكم صيام أيام التشريق
أما عن حكم صيام أيام التشريق الثلاثة فلا يجوز صيامهم شرعًا، لما قاله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أيام أكل وشر وذكر الله عز وجل، ولهذا يمكننا القول أن حكم صيامها لغير الحاج: لا يجوز، وكذلك لا يجوز لقضاء شهر رمضان.
كما ورد رواية الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال:
"من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب". صحيح مسلم.
وأخيرًا، يمكننا القول أن حكم صيام أيام التشريق من شهر ذي الحجة لا يجوز إلا في حالة الحاج المتمتع للحاج الذي لم يجد هدي أو لم يقدر على شرائه، فيجوز له في هذه الحالة فقط أن يصوم. ويكون حكمها مثل حكم صيام أول أيام عيد الفطر وعيد الأضحى.
فضل أيام التشريق
وفقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أيام التشريق للأكل والشرب، بما يعني التمتع بنعم الله وحمده عليها، وإغداق الفقراء والمساكين بها، لينعم المجتمع بتكافل ومودة.
وتحمل أيام التشريق مكانة وفضل عظيم، فالحجاج يكملون حجهم خلالها، كما توصف أيضا أيام معدودات كما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ"
قضاء أيام التشريق يكون بالتكبير المطلق في الشوارع والأسواق كما هو مستحب، إضافة إلى ذكر الله والاستغفار، والحرص على التواد والتراحم وزيارة الأقارب وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين لينعموا ببهجة العيد.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز