حكم صيام الأيام البيض في ذي الحجة.. وشروطه للحاج وغير الحاج
قال الرسول الكريم عن أيام التشريق الثلاثة "أيام أكل وشرب"، ولك ماذا عن صيام الأيام البيض في ذي الحجة ومدى تعارضه مع قول الرسول الكريم؟.. جهات الإفتاء توضح.
وفقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن صيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر، وهو ما عُرف بالليالي البيضاء التي يضئ فيها القمر بنوره الأبيض عند اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، ولكن قد يختلف حكم صيام الأيام البيض في ذي الحجة كونها قد تتقاطع مع أيام التشريق الثلاثة التي تنتهي في الثالث عشر من ذي الحجة، ونهى الرسول عن صيامها.
ما هى أحكام صيام الأيام البيض في ذي الحجة؟
من المعروف أن فضل صيام أيام 13، 14، 15 من كل شهر عربي، سُنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
ويُعد صيام هذه الأيام من النفحات الربانية للعبد المسلم، تكفر عه الذنوب والسيئات وتجعله في معية الله وكرمه، لما لها من أجر عظيم ووصل لا ينقطع مع الله، فالصوم هو العبادة التي قال عنها الله تعالى في الحديث القدسي:
"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
ومع حث رسول الله على صيام الأيام البيض، جاء النهي عن صيام أيام بعينها، وهي: يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة التي توافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، والتي تلي يوم النحر.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق: أيام أكل وشرب، وذكر لله".
وهو ما يمنع الصوم فيها، ومن أراد صيام الأيام البيض في ذي الحجة فعليه الاكتفاء بيومي الرابع عشر والخامس عشر من الشهر، وقد يزيد السادس عشر إليهما، فأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يُحرم صيام يوم الثالث عشر كونه من أيام التشريق، وإذا حدث صيامه فإنه لا ينعقد.
حكم صيام الأيام البيض من ذي الحجة للحاج
ومع تحريم صيام أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر في شهر ذي الحجة، يبدو الأمر مختلفا للحجاج، فعلى الحاج المتمتع الذي جمع بين نسك العمرة والحج بإحرامين أن يؤدي "هدي التمتع" وهو ذبح الإبل أو البقر أو الأغنام في الحرم بيوم النحر، وإذا لم يستطع يجب عليه صيام عشرة أيام.
وقال الله تعالى في سورة البقرة: "فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ".
وهو ما يعني أنه يمكن للحاج المتمع الذي لم يتمكن من تأدية الهدي، صيام ثلاثة أيام التشريق في أثناء أداء فريضة الحج، وعند عودته إلى بلاده يكملها بسبعة.
يعد صيام المتمتع لهذه الأيام جائز وصحيح شرعا- وفق توضيح دار الإفتاء المصرية- فعن السيدة عائشة وعبد الله بن عمر رضى الله عنهم، أنهما قالا: "لم يُرخص في أيام التشريق أن يُصمن، إلا لمن لم يجد الهدي".
ويختلف صيام الحاج المتمتع الذي لم يتمكن من الهدي، عن صيام الأيام البيض في ذي الحجة الذي يجب أن يكتفي فيه المسلم بيوم الرابع عشر والخامس عشر، ومن الممكن أن يضيف لهما يوم السادس عشر، على الالتزام بالامتناع عن صوم اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.