"تحالف" كورونا والسرطان ينهيان مشوار شقيقة فلة الجزائرية
خسرت الساحة الفنية الجزائرية، مساء الأحد، نعيمة عبابسة التي تعد من أقدم وأشهر فنانات مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية.
ورحلت الفنانة نعيمة عبابسة عن عمر ناهز 53 عاماً نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، الذي أدى إلى انهيار جهازها المناعي كونها كانت تعاني منذ 25 سنة من مرض سرطان الثدي.
- السرطان يهزم ريم غزالي.. حسناء الدراما الجزائرية تكتفي بـ38 عاما
- الجزائر 2020.. عام رحيل القامات والنكسات الفنية والثقافية
ونعيمة هي إحدى شقيقات الفنانة العربية فلة الجزائرية التي نعتها بالدموع وكلمات مؤثرة عبر فيديو نشرته عبر حسابها على "أنستقرام".
ومن مقر إقامتها في باريس وبلباس أسود قالت الفنانة فلة الجزائرية: "روحنا لا تغلى على الله، رحلت نعيمة لكنها باقية معنا، نعيمة 30 سنة وهي تحارب السرطان ويأكل في جسدها، نعيمة توأم روحي، ذهبت دون أن تودعني، الروح لا تغلى على الله، لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وتابعت معبرة عن مشاعر حزنها للخسارة الفادحة التي ألمت بعائلة "عبابسة" الفنية بالجزائر بالقول: "أردت أن أشم رائحتها، أردت أن أضع أنفي على رقبتها وأشم رائحتها، ليس لي غيرها، هي جزء من البلاد التي غنيت من أجلها، نعيمة ارتاحت، نعيمة في جنة الرحمن، ذهبت للحج 3 مرات وكنت معها في إحداهما، نعيمة ذهبت إلى عالم أحسن من هذا".
ومنذ السبت، تداول الجزائريون عبر منصات التواصل منشورا للشقيقة الثانية للفنانة الراحلة نعيمة وهي الفنانة عايدة، حيث دعت فيها الجزائريين إلى الدعاء لها بعد تدهور وضعها الصحي نتيجة مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، وكشفت عن دخولها غرفة الإنعاش.
وقالت عايدة عبابسة في منشورها: "أتمنى لك الشفاء العاجل، أنت أختي الصغيرة، وأحب واحدة إلينا، ربي يقومك بالسلامة، قلبي يتمزق عليك، أرجوكم أدعوا لها يارب جيب العواقب سليمة".
وأدخلت الفنانة نعيمة عبابسة منذ نحو أسبوع إلى أحد مستشفيات العاصمة الجزائرية بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا، قبل أن يتم نقلها إلى العناية المركزة، يوم السبت، بعد مضاعفات في جهازها التنفسي دخلت على إثره في غيبوبة.
فيما أكد مقربون منها لوسائل إعلام محلية بأن جهازها المناعي لم يتحمل الإصابة بـ"الكوفيد – 19" الذي كان ضعيفاً أصلا منذ 25 سنة جراء معاناتها من مرض سرطان الثدي.
عائلة فنية عريقة
الفنانة الراحلة نعيمة هي الشقيقة الصغرى في واحدة من أشهر العائلات الفنية بالجزائر، وهي عائلة "عبابسة"، التي ورثت الفن الجزائري عن والدهم الراحل عبدالحميد، الذي كان من أعمدة الفن البدوي الجزائري الأصيل واشتهر بأغنية "حيزية"، وكان أيضا من مناضلي الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.
تنحدر الفنانة الراحلة من منطقة "بريكة" التابعة لولاية باتنة شرقي الجزائر، وهي المدينة التي تسكنها أغلبية عربية في منطقة الشاوية الأمازيغ، وهو ما جعلها واحدة من أشهر الفنانات المتنوعات في الجزائر واللواتي أبدعن في أداء مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية رغم صعوبتها، ما أكسبها جمهورا واسعاً طوال أزيد من 20 عاماً من مشوارها الفني.
عرفت الفنانة الراحلة نعيمة عبابسة بشخصيتها الراقية وابتعادها عن الظهور الإعلامي، لكن حضورها كان قوياً في مختلف الألبومات التي قدمتها وحفلاتها الغنائية والمهرجانات بالجزائر ودول أوروبية، بالإضافة إلى أنها كانت من بين أشهر فنانات الأعراس الجزائرية، والتي أبدعت في أداء طبوع غنائية بينها الشاوي، العاصمي، الحوزي، القبائلي.
كما أعادت غناء رائعة والدها الراحل وهي أغنية "حيزية" في 2010، وكان أول ألبوم لها سنوات التسعينيات بعنوان "اللي باغي يكسي مرتو" (من يريد أن يكسي زوجته) وهو الألبوم الذي حقق نجاحاً باهراً كونها أدت معظم الطبوع الجزائرية في أغنية واحدة.
وفي رصيد الفنانة الراحلة أكثر من 20 ألبوماً آخره كان في 2018 بعنوان "مازالني على ديداني" (لا زالت قوية).
وتركت الفنانة نعيمة عبابسة 3 أبناء أكبرهم سناً "آمال" التي تبلغ نحو 30 عاماً، وتزوجت من مطرب الغناء الأندلسي الفنان إلياس القسنطيني.
وعلى مدار مشوارها، تصدرت العلاقة بين الشقيقات الثلاث وسائل الإعلام الجزائرية بسبب خلافات متكررة بينهن وصلت حتى العداء والتراشق الإعلامي، قبل أن تعلن شقيقتهم الكبرى عايدة الصلح بين الشقيقات قبل نحو 3 أعوام.
وفي إحدى المقابلات الصحفية، انتقدت الفنانة الراحلة نعيمة عبابسة ما أسمته "صنع نجوم الفن من قبل الإعلام"، وانتقدت تهميش الفنانين الذين يحافظون على أداء الفلكلور المحلي، واتهمت الإعلام بأنه "واحدا من أسباب عدم انتشار فنها عربياً وعالمياً".
ونعيمة عبابسة هي ثالت فنانة جزائرية تكون ضحية لفيروس كورونا بعد كل من نور الدين زيدوني وحمدي بناني الذي يعد من أشهر فناني الأندلسي بالجزائر والمغرب العربي.