رحيل "الشيخ الناموس" في عمر القرن.. الجزائر تفقد عميد الموسيقيين
توفي، الثلاثاء، محمد رشيدي عميد الموسيقيين الجزائريين عمر ناهز 100 عام بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 80 عاماً.
ووري الثرى، مساء الثلاثاء، بمقبرة العالية في العاصمة الجزائرية الموسيقي الذي اشتهر في الوسط الفني بـ"الشيخ الناموس" بحضور عدد كبير من الفنانين والموسيقيين وأهل الراحل.
- الجزائر 2020.. عام رحيل القامات والنكسات الفنية والثقافية
- نورية قصدرلي.. رحيل "أيقونة مسرح الجزائر" عن 99 عاما
ونعت وزارة الثقافة الجزائرية الفنان الشيخ محمد رشيدي، وأعربت الوزيرة مليكة بن دودة في برقية تعزية لعائلة الفقيد عن حزنها الشديد لرحيل الفنان المعروف باسم "الشيخ الناموس" بعد سنوات طويلة من العطاء وخدمة الفن الجزائري، ووصفته بـ"الفنان الذاكرة".
وحظي الفنان محمد رشيدي بتكريم خاص من وزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دودة في سبتمبر/أيلول الماضي، وأعربت في تعزيتها التي اطعلت "العين الإخبارية" على تفاصيلها عن سعادتها بـ"التعرف عليه والاستماع إلى حكمته".
وعاصر الفنان الراحل "الشيخ الناموس" عمالقة الفن الشعبي الجزائري منذ أربعينيات القرن الماضي الذين رحلوا منذ عدة سنوات، أبرزهم محمد العنقى وعمر الزاهي وبوجمعة العنقيس.
رقم قياسي في العطاء الفني
حطم الفنان الجزائري الراحل محمد رشيدي الرقم القياسي في سنوات العطاء للفن الجزائري، والذي دخله من باب العزف الموسيقي منذ صغره في ثلاثينيات القرن الماضي، ليترك إرثاً موسيقياً تجاوز عمره الـ80 عاماً كاملة لم يسبقه فيها أي فنان جزائري آخر.
ولد الفنان محمد رشيدي في 14 مايو/أيار 1920 بالجزائر العاصمة، وكانت بداياته الفنية في سن الـ22 عاماً عازفاً على آلة "البانجو" مع فرقة فنان الشعبي الراحل عبدالرحمن سريدك العنقاوي.
ومنه لقب أيضا بـ"شيخ البانجو"، لعشقه وإتقانه العزف على هذه الآلة الموسيقية التي اشتراها بماله الخاص حتى يتمكن من الانضمام إلى فرق الفنان سريدك العنقاوي، حيث كان ينظم حفلات الفن الشعبي بحي القصبة العتيق في الجزائر العاصمة.
عام 1941، التقى الفنان محمد رشيدي بالراحل محمد العنقى الذي كان من عمالقة الفن الشعبي الأصيل الذي تشتهر به الجزائر العاصمة، وشكلت له فرصة أيضا للتقرب والتعرف على كبار الفن الشعبي الجزائري.
وبعد 10 أعوام، التحق الشيخ الناموس" بفرقة الفنان الرحل "مزيان نور الدين" وبات معها موسيقياً محترفاً، وهي أوركسترا الموسيقى القبائلية الأمازيغية المعروفة باسم "إيلاك"، والتحق في العام ذاته بالإذاعة الجزائرية الرسمية كأحد أبرز وأقدم الموسيقيين بها.
بعد استقلال الجزائر عام 1962، التحق الفنان محمد رشيدي بالفرقة الموسيقية لعملاق الفن الشعبي محمد العنقى والفنان مصطفى اسكندراني، والهاشمي القروابي وبوجمعة العنقيس وعمر العشاب.
واشتهر طوال مشواره الفني بعزفه على آلة البانجو بشكل مختلف عن المعايير الكلاسيكية المعمول بها في الموسيقى العالمية، وأعطاها تسمية خاصة بها وهي "الخلوي"، المقتبسة من الخلوة، في إشارة إلى استمتاع السامع بتلك الموسيقي التي تأخذه إلى عالم الراحة النفسية.
وأنشأ الفنان الجزائري الراحل أول مدرسة لتعليم العزف الموسيقي، كوّن بها أجيالا كثيرة من الموسيقيين.