وفاة رئيس وزراء ليبيا الأسبق.. مصطفى بن حليم يطوي فصلا من التاريخ
توفي الثلاثاء، مصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق، ليطوي بنفسه إحدى "صفحات التاريخ السياسي" لبلاده كما وثقها في أحد مؤلفاته.
وبن حليم هو رئيس وزراء ليبيا الثالث منذ إعلان استقلالاها عام 1951، وقد توفي عن عمر ناهز 100 عام.
وبن حليم أصيل مدينة درنة –شرقي البلاد- ولد لعائلة ناشطة بمجال التجارة في 29 يناير/ كانون ثاني 1921 في مدينة الإسكندرية المصرية، بعد أن ألقي القبض على والده من قبل إيطاليا عام 1911 وإبعاده إلى مصر لمساندة المجاهدين ضد الاحتلال، حيث تلقى تعليمه إلى أن تخرج من كلية الهندسة بالإسكندرية عام 1946.
وعاد بن حليم إلى ليبيا عام 1950 بعد دعوة من الأمير إدريس السنوسي لمقابلته في مدينة بنغازي –العاصمة الثانية حينها-، وعينه وزيرا للأشغال العامة والمواصلات في حكومة برقة –الإقليم الشرقي-، في وزارة محمد الساقزلي، حيث نجح في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في الكهرباء والماء والطرقات.
كلف بن حليم في 12 أبريل/ نيسان 1954 بتشكيل الحكومة الليبية ليصبح ثالث رئيس وزراء في تاريخ البلاد إلى حين استقالته في 26 مايو/ أيار 1957، وتولى إلى جانب رئاسة الحكومة وزارة المواصلات ثم وزارة الشؤون الخارجية.
ولبن حليم دور في مساعدة الثورة الجزائرية إبان رئاسته للحكومة، حيث ساهم في إمداد الثوار بالسلاح من مصر بالاتفاق مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وإيواء القياديين الجزائريين الهاربين من فرنسا، والمساندة السياسية والإعلامية للثورة الجزائرية.
وقد كان بن حليم كاتبا أديبا إلى جانب عمله الحكومي، حيث نشرت له مقالات بالعديد من الصحف كما أصدر كتابي "صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي"، و"ليبيا انبعاث أمة وسقوط دولة".
وبعد أن استقال بن حليم عام 1957، عينه الملك مستشارا خاصا له بمرتب رئيس وزراء، ثم أرسل ليتولى مهمة سفير بالعاصمة الفرنسية بين 1958 و1960، وكان بذلك كأول سفير ليبي بباريس.
ولكن الخلالفات السياسية دفعته للابتعاد عن النشاط السياسي واهتم بالأعمال الحرة إلى أن استدعاه الملك إدريس العام 1964 بعد مظاهرات ضده، فطلب من بن حليم مساعدته في إصلاح هياكل الدولة الليبية وإقامة نظام جمهوري بدلا من النظام الملكي، إلا أنه فشل في هذه الإصلاحات وابتعد عن السياسة مجددا.
وعقب سقوط نظام القذافي الذي كان يمنعه من دخول ليبيا، عاد بن حليم بعد غياب 42 عاماً، فاستقبله المتظاهرون في طرابلس وبنغازي بحفاوة شديدة، لكنه لم يستطع استرداد بيته في العاصمة حيث استولى عليه خفير المنزل وأنكر ملكيته له، كما قال في مذكراته.