الإخوان ومفيد فوزي.. من الهجرة لكندا إلى الشماتة بموته
مواقف عدة مع تنظيم الإخوان تخللت حياة الإعلامي المصري الراحل مفيد فوزي، دفعته إلى التفكير في الهجرة إلى كندا.
وتوفي الإعلامي المصري الكبير مفيد فوزي، الأحد، عن عمر ناهز 89 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أكثر من 50 عاما قضاها في مجال الإعلام، بين الصحف والمجالات والإذاعات والفضائيات، يقتحم حياة الفنانين الخاصة ويكشف عن أسرارهم، ويحاور الزعماء والمشاهير.
وعقب وصول الإخوان للحكم في عام 2012 هاجم فوزي التنظيم ومحاولة استيلائه على السلطة بعد أحداث 2011 واختطاف مصر من قوى الظلام، واتهمه بالتسبب في رواج دعوات التكفير بالمجتمع المصري، ليصل الأمر إلى وقف برنامجه الشهير "حديث المدينة".
وفي حديث سابق، قال "فوزي" إن "لديه شعورا بالقلق من العيش بمصر في ظل وجود الإخوان، وإنه خطط إلى الهجرة، وذهب إلى مقر السفارة الكندية في عهد المعزول الإخواني محمد مرسي لطلب الهجرة بشكل نهائي، وذلك بسبب ممارسات وسياسات جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكد "كنت أنتوي تصفية كافة ممتلكاتي وأعمالي بالبلاد"، لافتا إلى أن "عصر الإخوان أسوأ زمن من الممكن أن يعيشه الإنسان".
وتابع أن "هذا الشعور أتى لدي بعد اعتداءات الإخوان على مبنى الكاتدرائية المصرية، والاعتداء الثاني وهو حصار المحكمة الدستورية، أعلى جهة قضائية في مصر".
واستكمل "مررت بالعديد من الأزمات مع الأنظمة السياسية السابقة، اشتبكت مع صلاح نصر رئيس المخابرات العامة في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومع ذلك بقيت في مصر، ولم أفكر في الهجرة إلا في عهد الإخوان".
وأوضح أنه "تراجع بعدما رأى المصريين ينتفضون بثورة 30 يونيو/حزيران وينفضون غبار الإخوان"، مضيفا "حينها اطمأن قلبي إلى أن البلد لن تختطف وأن البلد في عنين هذا الضابط الجريء، في إشارة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قلت لا داعي للهجرة، وتراجعت في كل العقود البيع، وبقيت في مصر".
كما كشف الراحل سر غيابه عن الشاشة، قائلًا: "أنا مابطلعش منذ تقديم حديث المدينة في زمن الإخوان.. الله لا يعيده، ووقتها انسحبت بهدوء عندما شعرت أن هناك من يدخل رأسي ليعبث بمحتوى دماغي".
وأضاف: "لما الإخوان مسكوا وشعروا أن البرنامج مؤثر في الشارع بدأوا يفكرون في المضمون والمحتوى اللي بقدمه، ببساطة مكنش عندي رفاهية إني أتكلم نص ساعة زى توك شو هذا الزمن".
شماتة الإخوان
وجاءت وفاة الإعلامي المصري مفيد فوزي ليظهر من جديد الوجه القبيح لتنظيم الإخوان الإرهابي عبر الشماتة في موته، وإظهار وجهه القبيح يوما تلو الآخر خاصة ضد الخصوم السياسيين وغيرهم، وهو أمر يعكس أدبيات التنظيم الإرهابي.
فعقب وفاة مفيد فوزي علق أحد الإخوان الهاربين خارج مصر بألفاظ خارجة، كما اتهم أعضاء التنظيم الراحل بأوصاف خارجة منها "محاباة السلطة والنفاق السياسي"، وذلك لكرهه ومواقفه من التنظيم بعد وصوله لحكم البلاد.
من هو مفيد فوزي؟
لسنوات طويلة كان مفيد فوزي أحد أشهر الكتاب الصحفيين والإعلاميين المصريين، وهو من مواليد 19 يونيو/حزيران 1933 بمحافظة بني سويف.
تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية عام 1959، وعمل في الصحافة منذ ذلك التاريخ ثم انتقل منها للتلفزيون.
تزوج من الإذاعية الراحلة آمال العمدة، وأنجب منها ابنته الكاتبة حنان مفيد فوزي.
وخلال مشواره المهني حاور العديد من المشاهير والرؤساء في مجالات السياسة والفن والأدب، وكان أول حوار تلفزيوني يجريه أمام الشاشة مع الأديب الراحل نجيب محفوظ.
حاور رئيس مصر الأسبق محمد حسني مبارك 4 مرات، كما حاور جميع وزراء الداخلية بداية من: حسن أبوباشا، وأحمد رشدي، وزكي بدر حسن الألفي، وحتى حبيب العادلي، كذلك العديد من رؤساء الوزارات في مصر، أهمهم: عاطف عبيد، كمال حسن علي، وعلي لطفي، وكمال الجنزوري، وأحمد نظيف.
كذلك شارك في فيلمين سينمائيين باسمه وشخصيته الحقيقية كصحفي ومحاور، هما "حديث المدينة" من إنتاج ماجدة الصباحي، و"معالي الوزير" مع الفنان أحمد زكي.
اقترن اسم المحاور مفيد فوزي ببرنامج "حديث المدينة" الذي بدأه في 13 مارس/آذار 1998، وكان ذلك لمواكبة فكرة برنامج ناجح في لندن بعنوان "Talk of the town". ويعد برنامج "حديث المدينة" من أوائل البرامج التي خرجت فيها كاميرات التلفزيون إلى الشارع المصري.