عجز تجاري قياسي في تركيا.. "الليرة" المنهارة بالخلفية

أدى هبوط قيمة العملة إلى تراجع قيمة الصادرات المقومة بالدولار الأمريكي، فيما يواصل التضخم العالمي التأثير على قيمة الواردات..

في وقت تواجه تركيا أزمة انهيار في سعر صرف العملة المحلية "الليرة"، وتجاوزها مستوى 26 أمام الدولار الأمريكي، برز العجز في الميزان التجاري كأحد تبعات هبوط العملة المحلية.

تظهر بيانات وزارة التجارة التركية، أن عجز الميزان التجاري (الفرق بين الصادرات والواردات)، صعد بنسبة 19.1% خلال فترة النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي.

• أسرار وأسماء يخوت عمالقة وادي السيليكون.. مليارات على الماء
  

وبلغت قيمة عجز الميزان التجاري خلال النصف الأول 2023، نحو 61.4 مليار دولار، مقارنة مع قرابة عجز بقيمة 51 مليار دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي، وفق البيانات واطلعت عليها العين الإخبارية.

ويعود ارتفاع قيمة عجز الميزان التجاري إلى تراجع الصادرات بنسبة 1.8% على أساس سنوي إلى 123.4 مليار دولار في النصف الأول من عام 2023، بينما ارتفعت الواردات 4.3% إلى 184.8 مليار دولار.

وأدى هبوط قيمة العملة إلى تراجع قيمة الصادرات المقومة بالدولار الأمريكي، فيما يواصل التضخم العالمي التأثير على قيمة الواردات من الخارج، وبالتالي تعزيز التضخم في السوق التركية.

وتعول تركيا على تعزيز تنافسية صادراتها خلال الفترة المقبلة، وسط هبوط أكبر في سعر صرف العملة، إذ تؤدي العملة المنخفضة إلى تقليل كلفة الصادرات، وبالتالي زيادة الطلب عليها من جانب الأسواق الخارجي.

• ما هي ضريبة الشحن البحري؟.. اجتماع لندن يحسم جدل الانبعاثات
  

كذلك، فإن أحد الأسباب الثانوية الأخرى التي أثرت سلبا على عجز الميزان التجاري خلال فترة النصف الأول 2023، وبالتحديد يونيو/حزيران الماضي، هو توقف الطلبات والتسليمات خلال عطلة عيد الأضحى التي استمرت تسعة أيام.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تهدف إلى زيادة صادراتها إلى 265 مليار دولار بنهاية عام 2023، وهو رقم إن تحقق فإنه سيكون الأعلى في تاريخ التجارة التركية.

والإثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن فريقه الاقتصادي الجديد، سرّع جهوده لزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، لتعزيز قطاع الاستثمار والتصدير.

وأضاف أردوغان عقب اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أن الحكومة ملتزمة بضمان نمو الاقتصاد من خلال الاستثمار والعودة إلى فائض الحساب الجاري، مع العمل في الوقت ذاته على تحسين معيشة المواطنين.

والإثنين أيضا، تراجعت الليرة التركية 0.5% لتنزلق إلى مستوى منخفض قياسي جديد مقابل الدولار، مواصلة خسائرها المستمرة منذ انتخابات مايو/أيار بعد عطلة عيد الأضحى في تركيا الأسبوع الماضي.

وانخفضت الليرة إلى 26.11 ليرة مقابل الدولار من سعر 25.969 الذي أغلقت عليه الأسبوع الماضي. وانخفضت قيمة العملة أكثر من 28% هذا العام، وبقدر كبير بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في أواخر مايو/ أيار.