معركة الكرامة الثانية.. 4 مطالب للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
آلاف الأسرى الفلسطينيين يستعدون لخوض إضراب مفتوح ومتصاعد عن الطعام لانتزاع حقوقهم، فيما كان يعرف سابقا بمعركة "البطون الخاوية"
قرر الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بدء فعاليات إضراب "البطون الخاوية" تحت مسمى "معركة الكرامة الثانية"، في وقت تستمر المباحثات مع مصلحة السجون لتحقيق 4 مطالب للأسرى.
وقالت "الحركة الأسيرة" في بيان لها السبت، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إنها استعدت لمعركة الكرامة الثانية، وأتمت كافة الاستعدادات لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام ابتداء من صباح غد الأحد.
وأضافت أنها "ستخوض بكل ثبات معركة الكرامة الثانية"، مشددة على أن الجلسات الحوارية الساخنة بين قيادات الأسرى وإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي لم تثمر في الوصول إلى شروط تضمن لها حياة كريمة، وتحفظ من خلالها حقوقها ومكتسباتها.
لا لأجهزة التشويش
ويستعد آلاف الأسرى الفلسطينيين لخوض إضراب مفتوح ومتصاعد عن الطعام لانتزاع حقوقهم، فيما كان يعرف سابقا بمعركة "البطون الخاوية".
ويبدأ إضراب الأسرى الفلسطينيين في 7 أبريل/نيسان الجاري، حاملا شعار "لا لأجهزة التشويش" التي وضعتها إدارة السجون مؤخراً.
ويشكو الأسرى من تزويد السجون الإسرائيلية بأجهزة تشويش، تبث إشعاعات تؤثر على الصحة بشكل خطير، وتسبب لهم أمراضا مزمنة.
وثمنت "الحركة الأسيرة" الموقف الأصيل لأبناء الشعب الفلسطيني في كامل جغرافية الوطن وخارجه، وقالت "نشيد بدور فصائلنا المقاومة برفع الظلم عنا وندعوهم ليكونوا معنا في المنشط والمكره".
وطالبت الحركة الجميع التحلي بروح المسؤولية في النقل الإعلامي، فـ"كل لحظة وكل كلمة فارقة في مسار هذه المرحلة الحساسة".
تمديد الحوار
في المقابل، أعلن قدري أبوبكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، السبت، عن تمديد الحوار بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال إلى ظهيرة غد الأحد، للرد على مطالب الأسرى واتخاذ قرار بالإضراب أو عدمه.
وصعد الأسرى من إجراءاتهم عقب نصب إدارة مصلحة السجون أجهزة تشويش بسجني "عوفر" والنقب للمرة الأولى، وهي أجهزة تأثيراتها عالية جدا وتترتب عليها أضرار صحية، إضافة إلى حرمان المعتقلين من مشاهدة التلفاز والاستماع إلى الإذاعة.
3 مراحل و4 مطالب
من جهته، أكد قيادي أسير في سجن ريمون لـ"العين الإخبارية" استعداد الأسرى لخوض الإضراب، عارضا التفاصيل الكاملة له.
وقال الأسير -الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية- إن الإضراب متدحرج عبر 3 مراحل، تبدأ من يوم غد الأحد عبر إضراب قادة الفصائل المشاركة، وهي: حماس والجهاد والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وجزء من أسرى حركة فتح.
وأشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين يخوضون منذ شهر فبراير سلسلة من الخطوات، بدأت بحل التنظيم، وقد تنتهي إن لم تستجب إدارة الاحتلال لمطالبهم بخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأضاف أن المرحلة الثانية مقرر أن تبدأ في 11 أبريل، وسيضرب فيها أعضاء المؤسسة التنظيمية في الفصائل المذكورة سابقاً، أما المرحلة الثالثة فهي في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في 17 أبريل وسيدخل فيها كل الأسرى المتطوعين للإضراب والمتوقع أن تصل أعدادهم إلى نحو 1300-1500 أسير.
وحول طبيعة مطالب الأسرى، أوضح الأسير الفلسطيني أنهم يرفعون 4 مطالب أساسية، أولها تمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم كباقي الأسرى في سجون العالم، وتحديداً السجناء الإسرائيليين، ومن بينهم على سبيل المثال أكبر قاتل في "إسرائيل"، وهو قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين المدعو (يغال عامير)، من خلال تركيب الهاتف العمومي المنتشر في السجون الإسرائيلية.
وأضاف أن المطلب الثاني؛ يتمثل في رفع أجهزة التشويش على الهواتف النقالة، بسبب رفض الإدارة السماح للأسرى بهاتف عمومي، فأجهزة التشويش تمنع الاتصالات، وهي تضر بالصحة وتلغي -أو تكاد- عمل أجهزة الراديو والتلفزيون داخل غرف الأسرى.
أما المطلب الثالث؛ فهو إعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها، أي السماح لأهالي أسرى حماس من غزة بزيارة ذويهم كباقي الأسرى، والسماح بزيارة أهالي الضفة الغربية جميعاً مرتين بالشهر، وفق القيادي الأسير.
وذكر أن المطلب الرابع فهو إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات السابقة، وهي نوعان: عقوبات قديمة وعقوبات جديدة.
تعزيزات إسرائيلية
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، السبت، إن مصلحة السجون عززت من قواتها، وإنه تمت زيادة عدد الأطباء والمسعفين حتى لا يملأ الأسرى المستشفيات.
وبرر إردان -خلال حديثه في فعالية "سبت الثقافة" في كفر سابا- إضافة الأطباء والمسعفين إلى سجون الاحتلال، حتى لا يكون هناك حاجة لنقل الأسرى إلى المستشفيات، مضيفا أنه "يأمل أن ينكسر الأسرى قبل ذلك"، حسب تعبيره.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن الأسرى لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق مع مصلحة السجون، خلافا للأنباء التي نشرت مؤخرا، وأن مصلحة السجون لم تستجب بعد للحد الأدنى من مطالبهم.
وتشهد سجون إسرائيل توترا منذ مطلع 2019 على خلفية إجراءات تتخذها ضد الأسرى الفلسطينيين.
وزادت وتيرتها مؤخرا عقب اقتحام عدد من السجون والاعتداء على الأسرى بالضرب والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات، وفق هيئة شؤون الأسرى.
ومنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، خاض الأسرى الفلسطينيون 27 إضرابا كبيرا وجماعيا لانتزاع مطالبهم، كان آخرها إضراب 17 أبريل/نيسان 2017، الذي قاده عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، واستمر 40 يوما، وبجانب هذه الإضرابات هناك مئات الإضرابات المحدودة والفردية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
ويحيي الفلسطينيون في 17 أبريل من كل عام يوم الأسير الفلسطيني، عبر فعاليات وأنشطة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبدأ الفلسطينيون بإحياء المناسبة عام 1974، حيث أقر المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) الـ17 من أبريل من كل عام يوما وطنيا وعالميا لنصرة المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
ووفق إحصائيات رسمية، وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى نحو 5700 معتقل، منهم 45 امرأة، و230 طفلا، و500 معتقل إداري، و1800 مريض من ضمنهم 700 في حاجة لعلاج دائم ومتابعة طبية.