الديمقراطيون يتحدون ترامب في انتخابات فرعية بجورجيا
مرشح ديموقراطي ثلاثيني غير معروف يأمل في الفوز بدائرة انتخابية في ولاية جورجيا التي يسيطر عليها الجمهوريون
يأمل مرشح ديموقراطي ثلاثيني غير معروف في اغتنام تراجع شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بدائرة انتخابية في ولاية جورجيا، تصوت للجمهوريين منذ نحو 40 عاما، في انتخابات فرعية تجري دورتها الأولى الثلاثاء وتترقب البلاد بأسرها نتائجها.
وتطرح هذه الانتخابات في الدائرة السادسة من جورجيا، وهي ضاحية ميسورة نسبيا ومحافظة لمدينة أتلانتا يقطنها بيض، تحديا حقيقيا للديموقراطيين.
وعين آخر ممثل منتخب عن هذه الدائرة توم برايس وزيرا للصحة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ما أوجب إجراء انتخابات فرعية لملء مقعده الشاغر.
في ظروف طبيعية، كان هذا المقعد محسوما للجمهوريين. غير أن تراجع شعبية دونالد ترامب لا يجعلها كذلك حاليا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 45% فقط من الأمريكيين يعتبرون أن الرئيس يفي بوعوده الانتخابية، فيما يقول 40% فقط أن لديهم نظرة إيجابية إليه.
واغتنم الحزب الديموقراطي وجيش من المؤيدين من كل أنحاء الولايات المتحدة هذا الظرف لجمع تمويل طائل للمرشح الديموقراطي جون أوسوف، المولود عام 1987، وهو مجهول تماما من الجميع، عمل بضع سنوات مساعدا لعضو في مجلس النواب.
وتكشف إحصاءات عن مدى الاهتمام الشعبي الاستثنائي بهذه الانتخابات الفرعية، إذ تشير إلى أنها الانتخابات الحادية عشرة الأعلى كلفة في تاريخ مجلس النواب، بحسب منظمة "سنتر فور ريسبونسيف بوليتيكس" المتخصصة في مسائل التمويل الانتخابي، لا سيما وأن الحملة لم تستغرق سوى 4 أشهر.
وفي حين أن المرشح الديموقراطي لا يجمع عادة سوى بضع عشرات آلاف الدولارات، فإن جون أوسوف تمكن هذه السنة من جمع أكثر من 8 ملايين دولار، مع تدفق الهبات بشكل شبه كامل من خارج جورجيا.
وقدم عدد من كبار الشخصيات الديموقراطية والمشاهير دعمهم علنا للمرشح.
ويقول الممثل صامويل لي جاكسون في إعلان إذاعي: "تذكروا آخر مرة لم يذهب فيها الناس للإدلاء بأصواتهم. انتهى بنا الأمر مع ترامب".
ويضيف "علينا أن نصب رغبتنا في الانتقام وغضبنا العظيم تجاه هذه الإدارة، في صناديق الاقتراع".
غير أن المعركة لم تحسم بعد. فجون أوسوف يتمتع بدعم حوالى 40% من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، فيما يتقاسم المرشحون الآخرون الـ17 باقي الأصوات. وهو يأمل في الفوز من الدورة الأولى بإحرازه الغالبية المطلقة، ما يمثل فارقا كبيرا.
وفي حال عدم فوزه من الدورة الأولى، تجري الدورة الثانية في 20 يونيو/حزيران، بعدما يكون الجمهوريون تجمعوا وباتوا بالتالي أقوى من اليوم حيث يقدمون عشرة مرشحين.
وخسرت هيلاري كلينتون هذه الدائرة بفارق لا يتخطى 1,5 نقطة أمام دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، ويعتقد جون أوسوف أن بوسعه تخطي هذا الفارق.
وكتب ترامب صباح الاثنين على تويتر ساخرا: "انتخابات كنساس (الكونغرس) كانت حدثا إعلاميا كبيرا، إلى أن انتصر الجمهوريون. والآن يلعبون اللعبة ذاتها مع جورجيا. مؤسف!"، مثبتا بذلك أنه يراقب الانتخابات الفرعية عن كثب.
وبعد بضع ساعات، كتب مجددا "الديموقراطي التقدمي للغاية في الانتخابات البرلمانية في جورجيا غدا يريد حماية الجانحين والسماح بالهجرة غير الشرعية وزيادة الضرائب".
وتبقى أهمية هذه الانتخابات الفرعية رمزية، إذ يحظى الجمهوريون بغالبية مريحة في مجلس النواب، لن يزعزعها مقعد واحد. غير أن المحافظين يريدون تفادي هزيمة بأي ثمن، وقد أنفقوا هم أيضا ملايين الدولارات على الحملة.