بالصور.. عمانيتان وبريطانية يسرن 800 كيلومتر في الصحراء.. والرسالة: محبة
الرحلة تهدف إلى نشر رسالة الألفة والمحبة والتعاون بين الشعوب والثقافات والأجناس ونبذ الاختلافات الثقافية.
قطعت 3 فتيات (عمانيتان وبريطانية) مسافة 800 كيلومتر مرورا بصحراء الربع الخالي سيرا على الأقدام؛ إذ انطلقن من منطقة حشمان بولاية صلالة، 1000 كيلومتر جنوب العاصمة العمانية مسقط، ووصولا إلى ولاية عبري، التي تبعد عن مسقط 300 كيلومتر.
صحراء الربع الخالي هي ثاني أكبر صحراء في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتتجزأ بين 4 دول هي السعودية واليمن وعمان والإمارات، ويقع الجزء الأكبر داخل أراضي السعودية، وتفوق مساحتها 600 ألف كيلومتر مربع.
وكانت المغامرات الـ3 قد انطلقن من صلالة في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي ووصلن إلى نهاية المغامرة، الجمعة؛ إذ استقبلهن عدد كبير من أبناء الولاية، وبعدها انتقلن إلى العاصمة مسقط وتم الاحتفال بنجاح مغامرتهن في كورنيش شاطئ القرم.
وضم فريق المغامرة النسائي كلا من أثير أحمد الصابري، حاصلة على درجة الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، وبيداء محمود الزدجالي، حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة بريستول في بريطانيا، وجايني مكفيل، محامية بريطانية وخريجة جامعة "أكستا".
وقال طارق الزدجالي، أحد مرافقي الفريق: "هذه المرة الأولى التي يقطع فيها فريق نسائي صحراء الربع الخالي".
ووفقا لما نشرته وكالة أنباء "شينخوا" الصينية؛ فقد قال الزدجالي إن الرحلة تهدف إلى نشر رسالة الألفة والمحبة والتعاون بين الشعوب والثقافات والأجناس، وبين الشرق والغرب، ونبذ الاختلافات الثقافية، وتسليط الضوء على دور سلطنة عمان في نشر تلك الرسالة السمحاء، والتعرف على عادات وتقاليد الولايات المختلفة التي تمر بها المغامرة، كما تهدف إلى إبراز قدرة ومكانة وإمكانيات المرأة العمانية ودورها في تحدي الصعاب.
أما عن سبب اختيار هذا المسار؛ أوضح الزدجالي أن هذه الصحراء معروفة بطبيعتها الجغرافية والجيولوجية والمناخية الصعبة جدا، ولم يقطعها فريق نسائي سابقا؛ لذا تم اختيارها لتكون مغامرة صعبة وفريدة بل الأولى من نوعها.
وعن الترتيبات التي احتاجت إليها المغامرة، قال الزدجالي: "بدأت بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة لتوفير سبل الحماية اللازمة لهن، والأجهزة المتطورة لتحديد المواقع التي تعمل عن طريق الأقمار الصناعية ودون إنترنت، حتى يبقين على تواصل مع فريق الدعم اللوجستي، كما قرأن خرائط المنطقة بشكل جيد لمعرفة طبيعتها، واختيار نقاط التوقف وكذلك مسافة السير التي يحتجن إليها".
وأضاف: "لقد حددت مسافة السير اليومية قبل بدء المغامرة بنحو 18 إلى 20 كيلومترا يوميا، وأن يكون السير من الـ6 صباحا حتى الـ5 مساء مع الاستراحة وقت الظهيرة لنحو ساعتين؛ لارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت، وأن تتخللها أوقات قصيرة أخرى للاستراحة وقت الحاجة، ولكن ومن خلال واقع المغامرة بدأت بنحو 18-20 كيلومترا يوميا ومع اعتياد الجسم تطوّر الأمر لتصل في مرحلة متوسطة من 20 إلى 25 كيلومترا يوميا وفي الأيام الأخيرة من المغامرة وصلت من 25 إلى 30 كيلومترا يوميا، ولذا فقد اختصرت المدة المتوقع للرحلة من 35 إلى 29 يوما فقط.
وأشار إلى المغامرات رافقهن فريق آخر مكون من 4 أشخاص للدعم اللوجستي والمتابعة والإسعافات الأولية والمؤن مع سيارتين مجهزتين، لافتا إلى أن الفريق لا يسير معهن وإنما يمر عبر الطرق الممهدة ويقابلهن في نقاط محددة على طول الطريق وهي النقاط التي يدعمهن فيها بالأغذية ويجهز لهن أماكن التخييم أو المبيت.
وقالت بيداء الزدجالي: "كانت مغامرة صعبة مناخيا وجغرافيا، وكانت مساراتها أصعب؛ إذ إن الربع الخالي واحدة من أصعب الصحاري في العالم، ولكن حافزنا القوي طوال الرحلة كان إرادتنا في تأكيد قدرة الفتاة العمانية ونجاحها في التغلب على جميع الصعاب، وبالفعل صمدن حتى النهاية، بل حققن المغامرة في وقت أقل من المتوقع".
من جانبها، قالت أثير الصابري: "كانت مهمة شاقة ومضنية، لكنني نسيت كل هذا التعب عند وصولنا إلى خط النهاية".
وأضافت أثير: "هذه المغامرة ستظل عالقة في ذاكرتي ما حييت، وقد تعلمت منها الكثير مثل الصبر والتحمل والمثابرة ومواجهة الصعب وأنه مع التحلي بهذه الصفات لا يوجد مستحيل".